بدر الروقي
فرجُ الله سيأتي، وفَتْحهُ سيحل، وخيراتهُ ستنساق فلا تَتَضَجَّرْ يوماً، ولاتَتَبَرَّمْ لحظةً، وحين (تحتار) فليكن صَبْرُكَ هو (الخِيار).
فما بعد الصبرِ إلاَّ الظَّفَر، وماجلبَ الاصطبارُ غير الانتصار، ثُمَّ لتكنْ دائم الثِّقة بأنَّ ما أفلَ منكَ بالأمس سيتجلَّى في الغد، وما أفُلِتَ من يدك سيعود لك، وما نأى من غير إرادتك سيحضر من حيث لا تتوقع.
واعلم أنَّ الشمسَ ماغابتْ إلاَّ لِتُشرق، والرياحَ ما هاجتْ إلاَّ لِتُمْطِر.
فتلك هاجر عليها السلام تَمَنَّتْ شَربةَ ماء؛ فإذا (بزمزم) ينبجسُ لها ولا ينحبس.
وذاك زكريا عليه السلام قال بعد أنْ بلغ من الكِبر عتيا: ربِّ لاتذرني فردا ؛ فَوُهِبَ (يحيى) سيداً وحصوراً ونبياً.
(ومحمدٌ) عليه الصلاة والسلام حزن حين استعْصَتْ عليه (الطائف)؛ فكانت أول من ثبتَ على الحق حين ارتدت الكثير من القبائل.
فأبواب (الوظائف) التي أُغْلِقَتْ في وجهك حيناً، سَتُشرعُ؛ لتدخل مع الباب الذي كتب الله لك.
وطُرق (الترقية) التي تَعَسَّرتْ أمامك سنوات سَتُعبَّدُ بإذن الله ؛ لتتسع لموكبِ أمنياتك المحتشدة.
ثمّ آخر القول:
لكلِّ مُلِمَّةٍ فرجٌ قريبُ
كمثل الليل يتلوهُ الصباحُ