أحمد بني قيس الشهري
منذ انطلاقها في عام 2016 شكّلت رؤية المملكة العربية السعودية 2030 خارطة طريق نحو تحول شامل يمسّ كل جوانب الحياة في المملكة ورغم التغيرات الحادة التي عصفت بالعالم خلال السنوات الماضية – من أزمات اقتصادية وجيوسياسية إلى تحديات صحية وأمنية – استطاعت المملكة أن تُحقّق نجاحات لافتة تثبت مرونة الرؤية وواقعيتها بل وقدرتها على تحويل التحديات إلى فرص.
فمثلاً عندما اجتاحت جائحة كورونا العالم توقفت عجلة التنمية في كثير من الدول غير أن المملكة استطاعت من خلال استراتيجيات مدروسة أن توازن بين حماية الصحة العامة واستمرار المشاريع الكبرى رغم تعرض بعضها لإعادة جدولة إلا أن ذلك لم يمسس أو يمنع وجودها والعزم على تحقيقها.
ومن أبرز نجاحات الرؤية كان التغيير الاجتماعي العميق وخصوصاً في مجال تمكين المرأة الذي يظهر في دخول المرأة لسوق العمل وقيادتها للسيارة وازدياد مشاركتها في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة وكذلك تم الاستثمار في طاقات الشباب من الجنسين من خلال توفير برامج تدريب وجلسات عمل ومبادرات تدعم الإبداع والابتكار.
لهذه الأسباب وغيرها اعترف العالم بأن المملكة أصبحت رائدة ليس فقط سياسياً واقتصادياً وإنما أيضاً معرفياً ويشهد بذلك نجاحها حتى في مجال التحول الرقمي على مستوى المنطقة، وذلك من خلال تفعيلها لدور “الحكومة الذكية” وتطبيقات الصحة والتعليم والخدمات البنكية والخطط التقنية، وفي هذه التحولات شهادة بأن الرؤية حققت قفزات نوعية جعلت السعودية ضمن المراكز المتقدمة عالمياً في جاهزية البنية الرقمية على سبيل المثال.
ختاماً، إن نجاح «رؤية 2030» لا يُقاس فقط بما تحقق من مشاريع وإنجازات وإنما أيضاً يُقاس بقدرة هذه الرؤية على الصمود والتكيف رغم المتغيرات المحيطة بها، وذلك من خلال إظهارها مرونة خلّاقة نجحت في بعث رسالة واضحة مفادها أن المملكة ماضية بثقة نحو مستقبل مزدهر يقوده طموح كبير وخطط واقعية وعزيمة لا تتوقف.