عبدالكريم بن دهام الدهام
تحــــــــرص المـمـلكـة على تحفيز المتفوّقين والنابغين انطلاقاً مــن إيمــانهــا الثابت بأن رعاية هــؤلاء وتهيئـــة الظروف جميعها التي تساندهم على استمرار هذا التفوق والنبوغ والرفع منه يشكّلان استثماراً في المستقبل، لأن هؤلاء المتفوّقين والنابغين في تخصصاتهم المتنوعة سيشكّلون القاعدة الرئيسية لبناء مجتمع أكثر عطاءً وتقدماً في المستقبل، وهذا ما حرص على تأكيده صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية، مؤخراً، خلال استقباله في مكتبه بديوان الإمارة، رئيس جامعة الحدود الشمالية الدكتور أحمد بن علي الرميح، وبرفقته الخريجون والخريجات المتفوقون من الدفعة الثامنة عشرة، فقد أشار سموه إلى «أن التميز العلمي يعد ركيزة في بناء الإنسان القادر على الإسهام في نهضة الوطن وتقدمه، في ظل رؤية المملكة 2030 التي جعلت من التعليم والموهبة والابتكار منطلقات رئيسية في مسيرة التنمية».
هذا الاستقبال يأتي مسايرة مع السياسة العامة للدولة وجوهر الاستراتيجية العامة لعمل الإمارة، التي جعلت في قائمة اهتماماتها رعاية المتفوّقين والنابغين من الطلاب والطالبات وتحفيزهم والاهتمام بهم منذ بداية تعليمهم في المراحل الأولى وحتى تخرجهم في الجامعات، باعتبارهم ثروة وطنية لا يستهان بها، وأن رعايتهم تعتبر من الواجبات الوطنية، وباعتبار أن مستقبل هذا الوطن مرتبط بهم أكثر دون سواهم.
إن حرص صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية على تكريم الطلاب المتفوقين في جامعة الحدود الشمالية يحمل عدداً من الإشارات الهامة:
أولاها، تقدير قيم التميز والتفوق والنبوغ والإنجاز لتصبح ثقافة عامة لدى طلاب المنطقة في جميع مراحل العملية التعليمية، فهذا الاستقبال لطلابنا المتفوقين وطالباتنا المتفوقات، معنويّاً وماديّاً، يعتبر خير دافع للطلاب الآخرين بأن يقتدوا بهم، لأن ما يجده هؤلاء من تقدير ورعاية يشجع الطلاب الآخرين على تقديم المزيد من الجهد والتحصيل الدراسي وتحقيق التفوق.
وثانيتها، أن تكريم المتفوقين والنابغين يستجيب لمتطلبات المرحلة الهامة التي يشهد فيها وطننا الكبير «المملكة العربية السعودية» تطورات وتحولات وبشكل جذري في مجالات الحياة جميعها، ورهانها الأول في ذلك يتكئ على موارد بشرية نوعيّة تقود هذا التطور وهذا التحوّل، وهؤلاء الطلاب والطالبات المتفوّقون هم الركيزة الأساسية لهذه الموارد البشرية، كلّ في مسار تخصصه، بحيث يكونون في استطاعتهم العمل بروح التفوق والتميز نفسها في المؤسسات والهيئات والمنظمات التي سيلتحقون بها بعد الانتهاء من دراستهم الجامعية.
إن تجارب التنمية المحرزة تدلل كلها إلى أنه لا يمكن لأي دولة أن تتقدم في اختفاء الإنسان القادر على النهوض بمشاق التنمية ومتطلباتها، ولا يمكن لها أن تحافظ على تقدمها وتزيد إليها مكتسبات نوعية جديدة من دون رعاية المتفوّقين ودعم النابغين والمتميزين والموهوبين، وهذا ما تدركه حكومتنا الرشيدة في هذا الوطن الأشم، التي لا تدخر جهداً في العناية بالمتفوّقين ومساندتهم وتهيئة البيئة المناسبة لهم لإطلاق عنان طاقاتهم، وتنمية مواهبهم وإبداعاتهم في جميع أماكن العمل والإنتاج.