مشعل الصخيبر
لفت انتباهي وأنا أتجول داخل مكتبة جامعة القصيم، تلك الجامعة الفتية، تلك المكتبة الضخمة العظيمة والتي تضم قرابة 24 ألف عنوان لكتب متنوعة بين التاريخ والسياسية والفلسفة والشريعة والرواية والطب والهندسة وغيرها من الكتب والتراجم.
وفي أحد الأركان المخصصة والبارزة لكتب وإصدارات الأمير الدكتور والمثقف صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود .. أمير منطقة القصيم..، حفظه الله، ومن بينها كتاب يحمل عنوان «الشهداء الأبرار من أسرة آل سعود في حروب التأسيس والتوحيد والدفاع» جمعها واعتنى بها سموه الكريم، وتمت مراجعته وتوثيقه من دارة الملك عبدالعزيز، الكتاب وبعد الاطلاع عليه حقيقة وجدت أنه يضم معلومات وأحداثا في غاية الأهمية، ومنها عدد الشهداء من أسرة آل سعود الذين خاضوا الكثير من المعارك في سبيل اقامة وتوحيد وتأسيس هذه البلاد التي قامت على التوحيد والسنة والعدل والمساواة؟
وذكر سموه في بداية الكتاب عن نسب أسرة آل سعود الكرام وموطن إقامة ومنطلق الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن منذ توليه إمارة الدرعية، وذلك عام 1139هـ/ 1727م وبداية الدعوة الاصلاحية دعوة التوحيد التي قام بها الإمامان محمد بن سعود و محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله جميعاً.
وكذلك تطرق سموه عن قيام الدولة السعودية الثانية على يد الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود 1283هـ/ 1769م وكذلك الدولة السعودية الثالثة التي تأسست على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود 1319هـ/ 1902م وعن والمراحل التي مرت بها تلك الدول والأحداث التي عاصرتها والحروب التي خاضتها في سبيل توحيد البلاد، وإقامة العدل واستتباب الأمن والقضاء على الخصوم في الداخل والخارج.
وعن أبرز الجهود العظيمة التي قام بها أئمة وملوك هذه البلاد منذ التأسيس إلى التوحيد حيث ذكر سموه في الكتاب أسماء 50 شهيداً من أسرة آل سعود الكرام شاركوا في تأسيس هذه البلاد يتقدمون الصفوف الأولى في المعارك ومن معهم من أبناء هذه البلاد شاركوا في تلك الحروب التي تهدف إلى تأسيس هذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية حيث قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن الغالي عبر المراحل الثلاث لدولة السعودية، وكذلك عن جهود ملوك هذه البلاد منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ومن بعده أبناؤه البررة ملوك هذه البلاد: الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله -رحمهم الله جميعاً- إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وعن جهود كل ملك قام بها في سبيل بناء الإنسان والمكان وتطور وازدهار هذه البلاد في جميع المجالات والنهوض بها لمصاف الدول المتقدمة.
الكتاب رغم صفحاته التي بلغت ثلاثا وخمسين صفحة إلا أنه اختصر مئات الكتب للحديث عن كل ما يتعلق بتاريخ أئمة وحكام وملوك هذه البلاد من أسرة آل سعود الكرام، والجهود العظيمة والتضحيات التي بذلوها لتأسيس دولة يطلق عليها في وقتنا الحاضر لقب السعودية العظمى؛ لما لها من مكانة في العالم الإسلامي والعربي والعالمي وصاحبة القرار في كل ما يتعلق في سياساتها وتعاملاتها تنتهج الوضوح والصراحة في تعاملاتها الداخلية والخارجية، فهي مهد الرسالة ومنطلق الدعوة وحاضنة أطهر بقعتين على وجهة الأرض مكة المكرمة والمدينة المنورة، اللتان شهدتا منذ قيام الدولة السعودية الأولى إلى وقتنا الحاضر عناية فائقة شملت البناء والتوسعة والرعاية والقيام خير قيام والاهتمام بهما وأكبر دليل الجهود التي تبذل طوال العام فيما يتلق بالحج والعمرة حيث تقوم الدولة بتسخير كافة إمكانياتها لخدمة الحاج والمعتمر من الداخل والخارج يحق لنا كمواطنين ومواطنات سعوديين وسعوديات أن نفتخر بتاريخ دولتنا العظيم في الماضي وبدورها الريادي في الحاضر.
أتمنى أن يكون هذا الكتاب «الشهداء الأبرار من أسرة آل سعود الكرام في حروب التأسيس والتوحيد والدفاع» متوفرا في المدارس والجامعات لأنه حقيقية كتاب عظيم يحتوي على معلومات يحب أن يعرفها كل شاب وشابة عن تاريخ بلده العظيم المملكة العربية السعودية..
حفظ الله قائد المسيرة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء عراب الرؤية، والقائد الملهم الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأدام عزهما.