الوكالات - تل أبيب - طهران:
بين إسرائيل وإيران.. لا تكتب فصول التصعيد بالحبر.. بل تنقش بالنار والرماد.. فصباح طهران لم يعد يشبه مساءها.. وتل أبيب تعيش تحت قوس لهب مفتوح على احتمالات مرعبة.
إذ لم يعد الصراع بين إيران وإسرائيل سرا تتكفل به أجهزة الظل.. بل تحول إلى مواجهة مكشوفة تنقل على الهواء.. وتدار بالصواريخ.. والمقاتلات والمسيرات.. وترسم فيها خرائط جديدة للردع والقوة.
وفيما تتطاير الشظايا في سماء تل أبيب وطهران وغيرهما من المناطق الإسرائيلية والإيرانية، واصلت إسرائيل وإيران أمس الأحد الهجمات المتبادلة في الوقت الذي طالبت فيه القوات المسلحة الإيرانية من سكان إسرائيل عدم البقاء بالقرب من المناطق الحيوية، حفاظا على سلامتهم وذلك في بيان مصور نشره التلفزيون الرسمي، بالتزامن مع إطلاق إيران دفعة جديدة من الصواريخ باتجاه إسرائيل.
وقال متحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية: «لدينا قاعدة بيانات بالمناطق الحيوية والمهمة في إسرائيل، ونناشدكم ألا تسمحوا للنظام الوحشي باستخدامكم دروعا بشرية.. لا تقيموا أو تسافروا بالقرب من هذه المناطق الحيوية».
كما أكد الجيش الإيراني أنه نجح بضرب أهداف حساسة في إسرائيل، بعد سقوط الصواريخ الإيرانية في 4 مناطق إسرائيلية، وأضاف أن إسرائيل اعترضت عدة صواريخ فوق تل أبيب وحيفا والقدس.
أيضا أعلنت القناة 12 الإسرائيلية أن إيران أطلقت 30 صاروخا في آخر موجة، فيما أعلنت الشرطة الإسرائيلية بوقت سابق أمس مقتل 14 شخصا، وإصابة نحو 250 في الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة على تل أبيب.
في المقابل تجددت الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في إيران أمس بعد سلسلة صواريخ على تل أبيب ومناطق أخرى، وفعلت إيران أنظمة الدفاع الجوي في غرب البلاد.
وعلى وقع استمرار المواجهات ذكرت مصادر مطلعة أنه تم نقل المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي وعائلته أمس الأحد إلى ملجأ تحت الأرض في طهران، فيما أفاد مصادر أخرى بنقل خامنئي إلى ملجأ تحت الأرض في لويزان، شمال شرق طهران، بعد ساعات من بدء الهجمات الإسرائيلية على طهران، فجر الجمعة الماضي يرافقه أفراد عائلته بمن فيهم نجله مجتب.
وتواردت هذه المعلومات بعدما أعلن عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي، أن المواجهة مع إسرائيل ستستمر، وأضاف أن إيران اتخذت إجراءات لصد المخطط الإسرائيلي، وأنها ستكشف عنها لاحقا.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل رئيس استخبارات الحرس الثوري محمد كاظمي وقائدين عسكريين آخرين في الهجمات الإسرائيلية على طهران أمس الأحد، كما أكد الحرس الثوري أن الاغتيال جاء باستهداف أماكن سكن المسؤولين الثلاثة، وهم محمد كاظمي، وحسن محقق، ومحسن باقري.
وفي واشنطن أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إسرائيل وإيران ستتوصلان قريبا إلى السلام، وقال في منشور على حسابه في منصة «تروث سوشيال» أمس الأحد: «يجري الآن الكثير من الاتصالات والاجتماعات.. وأفعل الكثير للدفع في هذا الإطار كما فعلت مع باكستان والهند، وشدد ترامب على عزمه جعل الشرق الأوسط عظيما مرة أخرى».
في غضون ذلك عد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أمس الأحد أن الهجمات الإسرائيلية على إيران تهدف إلى تغيير الشرق الأوسط، فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إذا احتجنا تدمير أي منشأة نووية إيرانية سنفعل.. وأضاف: «نتحكم بسماء إيران ونستطيع الوصول إلى أي مكان فيها».
وأشار نتنياهو في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» إلى أنه أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل شن الهجمات، وبين أن الطيارين الأمريكيين يسقطون المسيرات المتجهة نحو إسرائيل، وقال: «شاركنا أمريكا معلومات أن إيران تعمل على سلاح نووي في مكان سري»، مبينا أن واشنطن تساعد تل أبيب بإسقاط الصواريخ الإيرانية.
ومضى نتنياهو بالقول: «لدينا خيارات عدة للرد على ما تفعله إيران معنا.. ووقف معركتنا الآن فكرة غير واقعية».. وأضاف: «الهجمات العسكرية التي تشنها إسرائيل قد تؤدي إلى تغيير النظام في إيران.. والمفاجأة هي العنصر الأساسي في عملياتنا بإيران ولبنان».
وعن تدخل الولايات المتحدة بين إسرائيل وطهران قال نتنياهو ترامب هو من يقرر ما إذا كان يريد الدخول في المعركة.. كنا نعلم أن المفاوضات بين أمريكا وإيران لن تتقدم».
وتابع «نفضل الدبلوماسية إذا كانت ستنهي خطر النووي الإيراني».
وكان نتنياهو قد أكد في وقت سابق أمس أن إيران ستدفع ثمنا باهظا جدا لقصفها المدنيين والنساء والأطفال في إسرائيل.