عبده الأسمري
ما بين مناهج الإطفاء ومباهج الوفاء ومن عمق «التخصص» إلى أفق «الاختصاص» مضى يوزع «عبير» الفوز» على منصات «الأمنيات» في مناصب «أمنية» كان فيها رجل البدايات وقائد المهمات الذي كتب سيرته بأحرف ساطعة أشعلت «قناديل» السمعة في أرجاء «الأمن العام»، وترسخت كالضياء «اللامع» في مسارات «الاقتداء» ودروب «الاحتذاء».
اقترن اسمه بالمركز الأول الذي ارتبط بمسؤولياته الحكومية وترابط مع رتبه العسكرية فكان «الابن البار» للوطن و»الضابط المغوار» في الأمن الذي رفع «راية» التنوع وحقق غاية «التميز» فنال «تيجان» الاحتفاء وحصد «أنواط» الاستيفاء وتقلد «أوسمة» الانفراد بأسبقية «الابتعاث» وأحقية «الإثبات» في مضامين «التخطيط» وميادين «التنفيذ».
إنه مدير الأمن العام الأسبق الفريق أول فايز محمد العوفي -رحمه الله- أحد أبرز القيادات الأمنية في الوطن وأول مبتعث في مجال الإطفاء.
بوجه تكسوه ملامح مزيجة من «الهيبة والطيبة» مسكونه بتقاسيم الود والجد مع سحنة «مدينيه» تسكنها سمات «اللين واللطف» وتقاسيم تتشابه مع والده وتتكامل مع أسرته العريقة ضليعة الأصول والفصول، وعينان تسطعان بنظرات التروي واليقظة والفطنة والذكاء و»أناقة» زاهية ترتدي «بزة عسكرية» مهيبة مؤطره بأوسمة ونياشين المهمات والدورات موشحة بسيف «التتويج» ونجمة «التكريم» وتاج «الاستحقاق» وحضور مجلل بمقام «المنصب» وإلهام «الذات» وقيمة «المهمة» وكاريزما تحمل في اتجاهاتها «الحزم المدروس» و»التواضع الجم» و»روح العطاء» وشخصية بديعة «الأثر» تتصف بقوة «القرار» وحظوة «التعامل» ولطف القول وجميل التواصل ونبيل الفكر ولغة مزيجة ما بين وطنية «بيضاء» بحكم «التنقل العملي» ومهنية عصماء باحتكام «الأداء المهني» وتواجد «فاعل» مشفوع بطيب الذكر وحسن التذكر وسيرة حافلة بالإنجاز والامتياز.
قضى الفريق العوفي من عمره «عقودا» وهو يؤسس «منظومة» أجهزة «الأمن» بروح «الضابط» وعمل «القائد» وأثر «القيادي» ضابطاً محترفاً وقائداً متميزاً حمل «لواء «الأمانة ونال «المكانة» ببراهين الاعتبار ودلائل الاقتدار.
في المدينة المنورة «الأرض المباركة» النابعة بسير «المبدعين» والباذخة بتخريج «المنفردين» إلى محافل التنمية ولد في يوم تجلل بالفرح وتكلل بالسرور في منزل والده «الوجيه المديني» ذائع الصيت بين قومه بسخاء «اليد» وصفاء «الفؤاد» ونبل «الخلق».
وتفتحت عيناه على أب أغدق عليه بنصائح «الفلاح» وأم كريمة أضاءت طريقه بدعوات «التفوق» وأنصت صغيراً إلى تلك «القصص» المنقولة بين «الأجداد» والمحفوظة في صدور «الآباء» عن فضائل المعروف ومكارم الأخلاق وظل يوثق في ذاكرته «الغضة» مرويات الطيبين في الجيرة ونشر المروءة وتوارث الشهامة فتكاملت في عقلة «ثلاثية» التربية والتوجيه والأمنيات لتتشكل كالطود العظيم في دروب طفولته الأولى الموشحة بالحنين واليقين.
ركض طفلاً بين دروب «طيبة الطيبة» مستنشقاً «أنفاس» الصباح الطاهرة النقية بين ميادين «المسجد النبوي» ووسط آثار الصحابة الطاهرين متأملاً ومضات «البياض» في جموع «الراكعين والساجدين» في الحرم المدني مكملاً نهاراته بالمكوث مع أقرانه بين «ثنايا» الزمن المبارك منصتاً للألحان السماوية وأصداء الآذان في مكبرات «الجوامع» لتغمر وجدانه بروحانية المكان وسكينة المقر.
ارتهن صغيراً إلى موجبات «الصفاء» وعزائم «التقى» وظل يؤنس مساءات والديه بعفوية أطلقها في سماء «الأماني» بأحلام عانقت «أفق» الدهشة وظل يكتبها في أوراقه الأولى ببراءة الطفولة التي تحولت إلى «عزائم» صنعت له «المجد» ورسخت له «الأثر».
التحق بالتعليم العام وعرف عنه تفوقه بين زملائه وحبه للأنشطة والثقافة، وظل حديث معلميه الذين توقعوا له «الشأن المستقبلي» نظير النبوغ الذي تجلى «بدراً» في ميادين الدراسة حيث أتم المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، ثم التحق بمدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة وتخرج منها بمعدل متميز.
تم ابتعاث العوفي عام 1946 إلى مصر لدراسة فن إطفاء الحرائق وتلقي مناهج تدريبية في هذا المجال، وكان أول سعودي وخليجي يدرس في هذا التخصص وقد نقلت النبأ إحدى الصحف المصرية في حينها.
أنهى العوفي مهمته بنجاح وامتياز وعاد إلى أرض الوطن وفي يمناه شهادة «الحرفة» وفي يسراه تلويحة «الاحتراف» وانتظم في العمل الأمني حيث تعين في عام 1946 رئيساً لفرقة مطافئ العاصمة المقدسة برتبة ملازم، ثم انضمت بعده الفرقة إلى الأمن العام عام 1947 ومكث فيها حتى عام 1951 حيث صدر قرار تعيينه رئيساً عاماً للمطافئ وقام بدور محوري ورئيسي في جهاز المطافئ حيث قام بتطويره واضافة العديد من المنجزات في سجلاته.
ونظراً لكفاءته وتميزه في العمل فقد تم تعيينه عام 1967 مديراً عاماً لجهاز المباحث العامة وقام بأدوار وجهود جبارة في خطط ذلك القطاع الأمني الهام.
وفي عام 1969 صدر قرار بتعيين العوفي مديراً عاماً للدفاع المدني واستمر فيه حتى عام 1975 حينما تم تعيينه مديراً عاماً لجهاز الأمن العام برتبة فريق وتم ترقيته إلى «فريق أول» واستمر في «المنصب» حتى عام 1980 وتم تعيينه مستشاراً بوزارة الداخلية.
تم تكريم العوفي في عدة «محافل» وتم منحه وشاح الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى ويعد أصغر ضابط من حيث الرتبة نال الوشاح وقد شارك في عدة ندوات ومؤتمرات ومناسبات إقليمية ودولية وساهم بكل «تميز» في تأهيل وتدريب وتخريج العديد من «الكفاءات» الأمنية الذين تعلموا في مدرسته «القيادية» الزاخرة بالعطاء والسخاء والأمانة والإخلاص والتفاني.
تمكن «العوفي» من إثراء التخطيط الأمني على مدار «سنوات» كقائد «بارز» وضع اللبنات الأولى وحصد الأهداف المثلى بعقلية «فذة» سخرت «المهارات» في قطف ثمار «المنجزات».
انتقل العوفي إلى رحمة الله عام 2000 وقد زار وزير الداخلية الأمير نايف رحمه الله ذويه في منزلهم لتقديم واجب العزاء والمواساة إلى أسرة الفقيد وقد تناقلت وسائل الإعلام نبأ وفاته مقترنة بالعديد من «المزايا» التي اتسم بها الفقيد على المستويين الشخصي والعملي وما قدمه طوال عقود في خدمة الأمن وفي تأسيس «أركان» النجاح لهذا القطاع الوطني الهام وما تركه من «مآثر» في الكفاءة والجودة والانضباط.
الفريق أول فايز العوفي.. القائد المميز صانع الفارق صاحب «البصمات» المضيئة و»الاضاءات» الراسخة والاسم الأمني اللامع في قوائم «الضباط» ومقامات «الرواد».