محمد العشيوي - «الجزيرة»:
أطلقت روتانا عملا غنائيا للنجم عبدالله الرويشد، وجاء العمل الفني المتكامل ليعيد ذكريات الرويشد الوجدانية العالقة في الأذهان بينه وبين جمهوره، وكان الميدلي الغنائي متنوعا بأعمال عاطفية خلدت في مسيرته في عمل فني أصيل ومختلف عن الميدليّات المعتادة، ولم يعتمد العمل على تقديم الألحان بأسلوب الكورال، بل جاء بأعماله الأصلية التي تاقت لها ذائقة الجمهور، فكانت اللحظة محمّلة بالحنين، وبالوفاء لفنان تجاوزت أعماله حدود الزمن، بأسلوب فني متقن، ونجحت روتانا في تقديم رؤية تحمل رسائل إنسانية وفنية، تؤكد من خلالها أن «الفن رسالة» ورغم الغياب المؤقت للفنان الرويشد بسبب رحلته العلاجية، إلا أن الميدلي حمل مشاعر الحنين، وأبرز ملامح مسيرة فنية طويلة، حفلت بأعمال خالدة.
الميدلي لم يكتفِ بإعادة تقديم الأغاني، بل نسج قصة وجدانية متكاملة، ربطت بين الماضي والحاضر، وبين المسرح والذاكرة، في عمل يمزج بين الحس الموسيقي والبعد الإعلامي الذي تحرص عليه روتانا، كما حمل في طياته إشارات إلى مسارح غنّى فيها الرويشد، ليشكّل الميدلي رحلة مختصرة لمسيرته الغنائية، وقد تجلّت في العمل عناصر جمالية متعددة، من هندسة صوتية وإخراج بصري، إلى التفاعل الجماهيري والمشاركة الوجدانية من زملائه الفنانين والموسيقيين، وكل ذلك في قالب إبداعي بُني على روح فنية ودرامية واضحة.
وكان لافتًا كيف حرص العمل على توثيق تفاصيل دقيقة، تُبرز عمق التجربة الفنية، وأضاف الميدلي رسائل مرتبطة أيضا بالاتصال المؤسسي، وبمسارح قد صدح بها، وفي واحدة من لحظات ربط الماضي بالحاضر كانت (ليلة من بد الليالي) التي أقيمت في «موسم الرياض» واحدة من الليالي الذهبية تقدير لمسيرته الفنية، أتخذ العمل كرحلة قصصية عاطفية تختصر مجموعة أركان من بينها أعمال الميدلي المختارة التي تُشير إلى الحنين والعاطفة، وتوثيق الإنجازات، وتقارب وثيق بين الصوت والصورة.
واختُتم الميدلي بجملة غنائية مؤثرة (وين رايح) التي لم تكن مجرد عنوان لأغنية، بل تساؤل وجداني عالق في ذاكرة المحبين، وجزء من هوية عبد الله الرويشد الفنية، جاء هذا الميدلي بتوقيع روتانا، ورؤية فنية واضحة وتحت إشراف حمد ناصر، وتوزيع موسيقي من مراد الكزناي، والمنتج عادل بن محمد صاحب فكرة العمل الفني ليؤكد العمل مجددًا أن الأعمال الكبيرة تُصنع عندما يُستحضر الفن بشغف، ويُقدَّم باحترام لتاريخه وجمهوره، وهو ما وثقته روتانا.