عايض بن خالد المطيري
مباركٌ للقصيم وأهلها، فقد أشرقت سماؤها ببشائر الثقة الملكية، وتزيّنت أرضها الطيبة بخطوة تنموية جديدة تُبشّر بالغد الأجمل. زادها الله نورًا على نور، وازدانت بنفحة من التقدير الملكي، في إشاراتٍ مضيئة تؤكد أن القصيم تسير على طريق التمكين، وتحتضن مرحلة واعدة يقودها رجالات من نسيج الوطن، بعزمٍ راسخ ونَفَسٍ تنموي متجدد.
إنها تهنئة نرفعها من القلب، لا إلى سموّ الأميرين الكريمين فحسب، بل إلى كل من ينتمي إلى هذه الأرض العزيزة. فالثقة الملكية الغالية التي جاءت بتعيين صاحب السمو الأمير فهد بن سعد بن فيصل آل سعود نائبًا لأمير منطقة القصيم بالمرتبة الممتازة، تحمل رسالة واضحة: القصيم تستحق الأفضل، وقيادتها اليوم أكثر استعدادًا للانطلاق نحو آفاق أرحب من التنمية والبناء.
هذا القرار الملكي الكريم يأتي في سياق حرص القيادة السعودية الرشيدة على تمكين الكفاءات الوطنية المؤهلة، وتدعيم المسيرة التنموية بمزيج من الخبرة والطاقة الشابة. وهو تعيين يُعدّ امتدادًا للرؤية الطموحة التي يقودها باقتدار أمير منطقة القصيم، صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، المعروف بحيويته وتفانيه في خدمة المنطقة، وحرصه الدائم على إحداث نقلات نوعية في شتى المجالات.
والأمير فهد بن سعد ليس جديدًا على ميادين العمل الوطني، بل هو اسم يحمل سجلًا ثريًا يجمع بين التكوين العلمي العميق، والتجربة العملية المتنوعة في القطاعين العام والخاص. فقد نشأ في بيت ملكي عُرف بقيمه الوطنية، وتخرّج في جامعة الملك سعود العريقة بدرجة البكالوريوس في العلوم السياسية، ما شكّل قاعدة معرفية متينة لفهم القضايا العامة وتحليلها بمنهجية استراتيجية متزنة.
أما على صعيد التجربة العملية، فقد أسس سموه وأدار عددًا من الشركات، مما أكسبه خبرات نوعية في الإدارة، ومواجهة التحديات، وصناعة القرار الاقتصادي. وهذا التوازن بين الفكر والممارسة هو ما تحتاجه الإمارات الإدارية في هذه المرحلة، لا سيما في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها السعودية ضمن رؤية 2030.
كما أضافت تجربته في مجلس الشورى بعدًا تشريعيًا مهمًا لمسيرته، حيث كان عضوًا في لجنة الشؤون الأمنية منذ عام 2020، وشارك في مناقشة ملفات استراتيجية تتصل بالأمن الوطني والسياسات الدفاعية، مما منحه فهمًا أعمق لأدوار الدولة ومؤسساتها وآليات العمل التشريعي والرقابي.
ويأتي هذا التعيين المبارك في توقيتٍ بالغ الدلالة؛ إذ تشهد منطقة القصيم حراكًا تنمويًا عملاقًا، وتحتاج إلى قيادات إدارية تمتلك الكفاءة، والاتزان، والرؤية المستقبلية. وهي صفات يُجسّدها الأمير فهد بوضوح، بما عُرف عنه من روح عملية، وهدوء ميداني بعيد عن الأضواء، وحرص دائم على الإنجاز النوعي.
ولا شك أن تشكيل ثنائي إداري بين سمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، وسمو نائبه الأمير فهد بن سعد، سيُسهم في تعزيز جودة الحياة، وتطوير الخدمات، وتحفيز بيئة الأعمال، وتحقيق تنمية متوازنة تشمل محافظات المنطقة كافة، استجابة لتطلعات المواطنين واحتياجات المرحلة.
إن هذا القرار الملكي الكريم لا يعكس فقط ثقة القيادة في سموه، بل يُجسّد توجهًا راسخًا نحو ترسيخ نموذج إداري عصري، قائم على الكفاءة، وروح الفريق، والعمل الميداني، ويُعلي من قيمة المسؤولية الوطنية في إدارة شؤون الناس وخدمة الوطن.
نسأل الله أن يوفّق سمو الأمير فهد بن سعد في مهمته الجديدة، وأن يُعينه على حمل الأمانة وخدمة القصيم وأهلها، في ظل توجيهات قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، وسعيها الدؤوب لرفعة الوطن ورفاه المواطن.