فهد المطيويع
عندما تشيد صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، سفيرة خادم الحرمين الشريفين في الولايات المتحدة الأمريكية، بمشاركة نادي الهلال في بطولة كأس العالم للأندية، وتؤكد أن ما تحقق هو فخر لدولة كاملة، فإن هذا التصريح يتجاوز الانتماءات الرياضية، ويعكس الروح الوطنية الصادقة التي نحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى.
لقد جاء حديثها امتدادًا لفهم عميق لمعنى تمثيل الوطن في المحافل الدولية، فالهلال حين حضر، حضر باسم المملكة، وبشعارها، ولعب تحت رايتها، وكان منافسًا بين نخبة الأندية العالمية.
لكن، وعلى الجانب الآخر، نفاجأ - بكل أسف - ببعض الأصوات التي لم تتخلص من عقدتها التاريخية، أصوات لا ترى في النجاح إلا مرآةً لعجزها، ولا تملك من رصيد الرياضة سوى التهكم والتقليل.
هؤلاء لا ماضي لهم يذكر، ولا حاضر يحتفى به، ومع ذلك تجدهم يسعون جاهدين للنيل من الهلال فقط لأن فريقهم المنافس لا وجود له في هذه المناسبة العالمية، غير آبهين بأن الإساءة هذه المرة موجهة بشكل مباشر لممثل الوطن في هذا المحفل الرياضي الكبير. رغم علمهم أن بطولة كأس العالم للأندية ليست مناسبة عابرة، بل هي تتويج لعمل وجهد، ونتاج مشروع تطوير رياضي متكامل تقوده المملكة ضمن رؤية 2030، ومع ذلك فإنهم يصرون على تحويل الإنجاز إلى مادة للتهكم والتقليل وكما يقال ( قال من أمرك قال من نهاني ) ، على أية حال..
مشاركة الهلال لم تكن من باب الصدفة أو المجاملة، بل جاءت بفضل الإنجاز، والعمل، والنتائج. ومن هنا، كان الأجدر بجميع الرياضيين والمحبين لكرة القدم السعودية أن يفخروا بهذا الظهور، بغض النظر عن الميول والانتماءات.
من المحزن أن تجد من يضع «الميول» فوق «الوطن»، ومن المؤسف أن تظل بعض العقول أسيرة للون القميص، في وقت تتسابق فيه الدول لرفع راياتها في كل محفل.
الهلال لم يذهب ممثلًا لنفسه، بل ممثلًا لكرة القدم السعودية وللسعودية نفسها، ومن لا يرى ذلك، فقد أعمى التعصب بصيرته.
أخيرًا، فإن من لا يستطيع الوصول إلى المجد، لا يملك إلا أن يقلل من قيمة من وصل - وهذا هو تمامًا حال من قالوا قديمًا: «اللي ما يطول العنب… حامضًا عنه يقول.»
لكن يبقى السؤال المهم: إلى متى يترك أمثال هؤلاء ليعبثوا برياضتنا؟
ألا توجد جهة تراقب وتقيم ما يطرح ؟
أين هي الهيئات التي تحرص على تعزيز الوحدة الوطنية وتحمي الرأي العام من الطرح الهدام الذي يضرب في صميم الروح الرياضية ويغذي الانقسام بين الجماهير؟
بصراحة، إذا أردنا رياضة تنهض وتواكب رؤية الوطن، فلا بد أن نضع حدودًا واضحة بين «الرأي» و»التشويه»، وبين «النقد» و»الإسقاط».
وسلامة فهمكم.