عبدالله سعد الغانم
تمرَّ بالمرءِ في حياته شخصياتٌ تركت في نفسه أثرًا طيبًا وتأثيرًا بالغًا، فلا ينسى ما قدَّموه له من معروفٍ وإحسانٍ ويظلَّ أسيرًا لمثل هذه الشخصيات الفريدة التي جعلت المعروف ديدناً له واتخذته منهجًا راغبةً في ثواب الله متمثلةً قول الله تعالى{وما تقدِّموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند الله هو خيرًا وأعظم أجرا} وطامحةً لمحبة الله تعالى الذي أمر فقال: {وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} واضعةً نصب عينيها ما جاء في الأثر (البِرُّ لا يبلى والدَّيانُ لا يموت) مدركةً أنَّ هذه الحياةَ قصيرةٌ وما هي إلا مزرعة لحياةٍ باقية {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} هذه الشخصيات الفريدة لا تتردد في إسداء المعروف وبذله للناس، بل وتتسابق إليه وتبحث عن مظانه فتتنافس فيه رغبةً في رضًى رباني وفوزٍ أخروي، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة) أي كما قدَّموا في الدنيا من حسنٍ فسيجدون حسنًا، كما أنهم يجدون راحةً نفسيةً وسعادةً قلبيةً حين يُقدِّمون المعروف، وقد قال شاعرٌ:
ولم أرَ كالمعروفِ أما مذاقه
فحلوٌ وأما وجههُ فجميلُ
وأهل المعروف الأجلاء بصنيعهم يأسرون القلوب ويحبهم الناس ويدعون لهم، ويأنسون بقربهم بل، وتحلو بهذه الفئة الطيبة الحياة.. أحسن إلى الناس تستأسر قلوبهمُ...فطالما استأسر الإنسانَ إحسانُ. وقد مرَّ بي في حياتي العديد من الأشخاص الرائعين الذين أحسنوا إليَّ، واحتلوا مكانًا في الفؤاد ولا زالوا وسيظل اللسان يذكرهم بخيرٍ ويلهج لهم بالدعاء والثناء، فإليهم ومن القلب أقول:
بعضُ المواقفِ تُعيي المرءَ تبيانا
ولن يوافيَ أهلَ البِرَّ إحسانا
تبقى المشاعرُ في الخفَّاقِ ساكنةً
حتى يعيشَ بها في الدهرِ جذلانا
يظلُّ صاحبُها يدعو لِمَنْ زرعوا
في الدربِ وردًا وأزهارًا وريحانا
لله درُّ ذوي الإحسانِ قد أسروا
منَّا بصُنْعهمُ روحًا ووجدانا
يرعاهمُ اللهُ إنْ حلوا وإنْ رحلوا
يجزيهم في جنان العدنِ رضوانا
** **
تمير - سدير