عبدالمحسن بن علي المطلق
قرار ولي العهد الصادر في غرّة شعبان الفارط، والذي جاء فيه (..ضرورة الاهتمام بقيم التعليم، ومن بينها تعزيز انتماء الطلاب الوطني، ما ألزمت وزارة التعليم طلاب المدارس الثانوية بشقيها - الحكومي والأهلي- بالتقيّد بالزيّ الوطني.. الثوب والغترة- أو الشماغ).. إلخ، ومما لا يخفى، هناك قرار مماثل سبق من الأمير نايف يومها.. بـ(عدم قبول مراجعة الدوائر الحكومية للسعودي إلا بالزي الرسمي).. تدفع ذاك التساهل، أو عدم الاهتمام ولن أنعته بالإهمال، وهو عون لما حثّ عليه الفاروق رضي الله عنه: (اخشوشِنوا، فإن النعم لا تدوم)، فضلا أن فيه مدعاة للرجولة.
وهذا القرار يجعلني أعرّج لموضوع مماثل.. ولعله أنكأ!، ما تجده من فئـام الناس وهي تذهب لأحد بيوت الله بـ(بـجامة) ببجامة، وبعضهم بلبس الاستراحات..!، أهذا قدر تلكم التي «أمر» سبحانه من أمّ إليها {خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ}، وفي الآية ملمس جليل إذا قالت عند (كل مسجد) فالنكرة في السياق تدل على العموم، أياً كان المسجد صغيراً أم كبيراً، بل حتى مساجد المحطّات - التي غالبها اليوم تمّ بحمد الله تعيين لأكثرها قائم مستقلّ لشؤونها.. وعتب ما تقدّم لأن من المشاهد المؤلمة ما تجد من (بعض) رواد بيوت الله وكأن الصلاة كلّ على ظهره، وهذا ما تشاهده وهو يؤدّيها.. وبأقل درجات ما تُقبل منه فحسب.
دون احترام لحُرمة البيت، ولا مراعاةً لعمّارها، ولا وعيا لآيات من مثل {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ..} بنياناً وقدراً وتوقيراً، إلا نزراً..، أما علم أنها - هي - خير بقاع الأرض!؟ والعجيب بعضهم يبلع نظرات تخزّه وهو مهمل باللبس في قدومه لها، ولا يقبل البتة نظرات تلاحقه بأي مناسبة لأنه نظر بالمرآة قبل خروجه مرات وكرات، وهذه - اللقطة - تُحاكيها من يذهب لصلاة الجمعة والإمام قاب قوسي ختم خُطبته، ليقف على الباب منتظراً (مع) الإقامة فسحة بأحد الصفوف مُؤمّـلا أن يجد له فُرجة!
وهو- ذاته-.. من لا يقبل بين الضيوف إن أُجلس قرب الباب، بل أدنى من ذك حين لا يؤبه بحضوره أو يعبّـر!، ولكن.. وشتان وربُي بين النفسين.. كما قال الفرزدق:
لِكُلِّ اِمرِئٍ نَفسانِ نَفسٌ كَريمَةٌ
وَأُخرى يُعاصيها الفَتى أَو يُطيعُها
وَنَفسُكَ مِن نَفسَيكَ تَشفَعُ لِلنَدى
إِذا قَلَّ مِن أَحرارِهِنَّ شَفيعُها
هل بلغ المقصد..؟!