محمد الخيبري
بتواجد الهلال ممثلاً لقارة آسيا بطلاً وسيداً لها في بطولة كأس العالم للأندية التي انطلقت فجر يوم الأحد الماضي بتوقيت مكة المكرمة سيكون للقارة الصفراء والأمة العربية سفيراً مهماً بهذه البطولة التي شاءت قرعتها أن يواجه الفريق الأنجع والأقوى بالعالم «ريال مدريد الإسباني»..
الهلال بعد أن لعب بطولة كأس العالم للأندية 2021 والتي إقيمت بالمملكة المغربية وحقق منجز وصيف البطولة ظهرت مقولة «ذهب الهلال وحيداً» نظراً للظروف القاسية التي مر بها الهلال قبيل انطلاق البطولة..
حيث كبلته الإصابات في صفوف لاعبيه وقرار «ليلة العيد» الذي قضى بإيقافه فترتي تسجيل دون منحه التدابير الوقتية لتدعيم صفوفه ولو بصفقة واحدة..
تلك المقولة كانت لها أسبابها بعد التخلي الصريح والواضح من الاتحاد السعودي ولجانه عن الهلال سواءً بالدعم المادي او المعنوي واللوجستي..
أيضاً هذه المرة قد يكون الاتحاد السعودي ووزارة الرياضة مع برنامج الاستقطابات ولجنة الاستدامة المالية لديهم قصور تجاه دعم مملثنا بالمعترك العالمي ما لم تكن هناك لوائح وأنظمة صريحة تمنع هذا الدعم حتى وإن كان بشكل استثنائي..
كانت المطالبات الجماهيرية الإعلامية واضحة وكانت أصواتهم تصل لمسامع المسؤول بجودة عالية على الرغم من تبادله الاداور الصامتة مع الإدارة الهلالية إلا أنه لم يكن هناك أي رد على تلك المطالبات المنطقية..
فترة الانتقالات «الاستثنائية» والتي حددت مسبقاً من الاتحاد الدولي لم يستطع مسيرو النادي استغلالها نظراً لضعف الموارد المالية وارتفاع أسعار اللاعبين المتاحين وتدني المستوى الفني لبعض للاعبين المتاحين والتي كانت أسعارهم مناسبة لخزينة الهلال..
على الرغم من أن بعض الأندية المشاركة ببطولة كأس العالم للأندية استغلوا تلك الفترة بتسجيل لاعبين محترفين على رأسهم فريق «ريال مدريد» وجميع الفرق التي تلعب في مجموعة الهلال استفادوا من هذه الفترة الاستثنائية بعد حصولهم على الدعم المناسب من مرجعياتهم المالية والادارية..
الهلال لم تسعفه الظروف في حقيقة الأمر ليكون آخر الفرق الواصلة للأراضي الأمريكية بعد فراغ لاعبيه الدوليين من المشاركة مع المتتخب الوطني ومنتخبات المحترفين الأجانب حيث أقلعت طائرتهم يوم الجمعة في رحلة طويلة امتدت لأكثر من ثلاث عشرة ساعة كاملة في الجو.. ليبدأ التحضير الفعلي لمباراته الافتتاحية في العاشرة من مساء يوم الأربعاء بتوقيت مكة المكرمة..
وحتى توقيت كتابة هذا المقال فنتيجة المباراة غير معروفة ولكن ! وبعد الحراك الجماهيري الإعلامي بالفترة السابقة تبين لي أن الهلال لم ولن يذهب وحيداً هذه المرة لبطولة كأس العالم للأندية..
كان التعاطي الجماهيري مع المشاركة الهلالية وبعد الظهور الإعلامي لرئيس الهلال والذي قوبل بحذر جماهيري شديد حيث كانت المطالبات والانتقادات واسعة ضد الادارة الهلالية التي تعتبر فشلت إلى حد ما هذا الموسم..
تصريح الأستاذ «فهد بن نافل» كان له أبعاد كبيرة ونتائج أغلبها إيجابي، حيث استطاع أن يوجه الجماهير لدعم الفريق معنوياً وهذا ما حدث بالفعل..
الجماهير الهلالية ستزحف خلف معشوقها بكل قوة حتى وإن كانت المسافة بعيدة وشاقة للوصول إليه فمن المتوقع أن يكون هناك حضور جماهيري ملفت قد يجير نتيجة المباراة للمستوى المأمول من نجوم الهلال..
الهلال بمركزه ومكانته الإقليمية والقارية عوّد عشاقه على الخروج من عنق الزجاجة والتغلب على الظروف القاسية والمتغيرات المفاجأة ليكون كبيراً وسيداً للقارة الصفراء دون منازع..
وليكون صاحب الرقم البطولي المحلي والخارجي الصعب والأبعد عن أقرب المنافسين مسافات كبيرة وأرقاما يصعب كسرها في عشرات السنوات..
وبغض النظر عن ما تؤول إليه المباراة وما سيحصل بها من متغيرات فنية فإن الهلال قادر على الوصول لدور الستة عشر بكل سهولة حتى وإن أتخمت شباكه بكمية أهداف من الفريق الأقوى بالعالم، أو استطاع الهلال ايقاف الفريق الملكي الاسباني بالتعادل أو حتى التغلب عليه وهو أمر صعب ولكن غير مستحيل فإنني أتوقع شخصياً أن نتيجة المباراة هي مجرد لقاح للمضي قدماً في البطولة لأبعد نقطة يستطيع نجوم الهلال الوصول إليها..
قشعريرة
كان هناك هجوم غبر مبرر على قائد المنتخب السعودي وفريق الهلال الأول الأسطورة الآسيوية الكابتن «سالم الدوسري» في بعض البرامج الرياضية وبعض الإعلاميين عبر حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي لإهداره ركلة جزاء في مباراة المنتخب الوطني والمنتخب الاسترالي..
ركلة الجزاء المهدرة لم تكن بتلك الأهمية حتى في حال تسجيلها مع ضمان مشاركة المنتخب في الملحق الآسيوي ويبقى أمر التأهل بالفوز على المنتخب الاسترالي بعدد وافر من الأهداف يتجاوز السبعة أهداف وهو الأمر غير المنطقي وشبه المستحيل نظراً لحجم المنتخب الاسترالي الفني كونه مرشحا قويا بالتصفيات..
هذا الهجوم المتكرر على نجوم الهلال، وخصوصاً النجم الاسطوري «سالم الدوسري» يجب أن يوضع له حد نظامي على الأقل لحماية «آدمية» وشخصية اللاعبين..
وحفاظاً على حقوقهم الأدبية والاجتماعية والانسانية لأن التجاوزات الإعلامية التي طالت نجوم الهلال بشكل عام، وسالم بشكل خاص، تاريخياً أمر تجاوز الحدود، وكان له ردود فعل واسعة، ومن الأمور التي تساعد على الاحتقان الجماهيري والتعصب الرياضي..