أ.د.عبدالرزاق الصاعدي
1/ تنابلة جمع تنبل، وهو الرجل القصير:
قال النجاشي الحارثي (الشعر والشعراء 1/ 333):
فيا ضَيْعةَ الدُّنيا وضَيعةَ اهلِها
إذا وَلِيَ الـمُلْكَ التَّنابلةُ القَزَمْ
قال أحمد شاكر في تعليقه (الشعر والشعراء 1/ 333): «التنابلة: جمع تَنْبَل، وتِنبال وتِنبالة، بكسر التاء في الثلاثة، وهو الرجل القصير. وهذا الجمع لم يذكر في المعاجم، والذي في اللسان أن جمعها: تنابيل». قلت: والعجيب أن في معاجمنا شاهد للتنابلة، وارد في مادة (رسس) وهو قول النابغة الجعدي:
سَبَقْتُ إلى فَرَطٍ ناهلٍ
تَنابِلةً يَحْفرون الرِّساسَا
وقد جاء في الجمهرة والتهذيب والمحكم واللسان والتاج، ولم يذكروه في مادته، فليستدرك.
2/ تَكاوَنَ القوم: أي تعاركوا في المعركة:
جاء في بحوث وتحقيقات 2/ 109 لعبدالعزيز الميمني من أبيات لبعض الشعراء:
أُفَكِّرُ في ادّعائِهِمُ قُريشًا
وتَرْكِهِمُ النَّصَارى واليهودا
وكيف تَكاوَنُوا من غيرِ شيء
وكيفَ تَناوَلوا الغَرَضَ البعيدا
قال الميمني: قلت: تكاونوا بمعنى تحاربوا، ولم يرد هذا الفعل بهذه البنية وهذا المعنى في المعاجم القديمة، ورأيته في متن اللغة لأحمد رضا ولا أدري من أين جاء به، وهو صحيح بناءً ومعنى، ولم يزل بلفظه ومعناه جاريًّا على ألسنة المنبعيين إلى اليوم: يقولون: تكاوَنَ القوم؛ أي: تعاركوا في حرب ونحوها، والتكاون: العِراك والمضاربة، والكَوْن المعركة، يقولون مثلا: نهار الكون؛ أي: نهار المعركة أو الوقعة الكبيرة. فليستدرك الفعل (تكاوَنَ القومُ) بمعنى تعاركوا.
3/ همّلَ الشيءَ فهو مُهمّل، بمعنى أهمله:
قال عمرو بن قُميئة (الشعر والشعراء 1/ 377):
فما أَتْلَفَتْ أيديهمُ من نفوسِنا
وإن كَرُمَتْ فإنّنا لا نَنُوحُها
فأُبنا وآبوا كُلّنا بمَضيضَةٍ
مُهَمَّلَةٍ أَجراحُنا وجُروحُها
قوله: مُهمّلة، من الفعل همّل، متعدٍ بتضعيف العين، ولم يرد في المعاجم، وفيها أهمل، ولم يزل هذا الفعل المضعّف العين مسموعا في لهجات المنبعيين إلى اليوم، ومن أسمائهم: مُهمّل، وهو اسم مفعول، من هذا الفعل: همّله يُهمّله. قال أحمد شاكر (الشعر والشعراء 3/ 377 ح 3): «مُهمّلة من الهَمَل (يقصد الاشتقاق، والأدق أن يقول: من التهميل) وهو المتروك سُدًى ليلا أو نهارا، والفعل المذكور في المعاجم أهمل، ولم يُذكر همّل بالتضعيف، وهذا المشتق منه في البيت يدلّ عليه». قلت: هذا الفعل جدير بأن يستدرك.