رمضان جريدي العنزي
«غرانديزر» في زمننا الماضي كان حالة خاصة ومشوقة فيها إثارة ومتعة وخيال وطيف واسع ومغامرات كبيرة وصراع بين الخير والشر، في زمننا الحاضر لم تعد مغامرات «غرندايز» الكرتونية، والمسلسلات الأخرى مثل جونكر أو خماسي أو رعد العملاق أو الرجل الحديدي أو غيرها من المنظومات الكرتونية التي فيها الكثير من الصراع العبثي والخيال العلمي، مجرد خيال وحيرة ودهشة واندهاش، بل أصبح حقيقة وواقعا وسيحدث في المستقبل القريب مع تطور العلم العاجل السريع والاختراع والابتكار المذهل العجيب، ما يشبه ذلك، بل أكبر مما نستوعب ونفكر ونتخيل، ستتغير الحياة بكامل تفاصيلها ووسائلها وسبلها تغيراً جذرياً، وحتى علاقة البشر مع بعضهم ستكون مغايرة ومختلفة على ما هي عليه، الوضع سيكون مذهلا صاعقا ومفاجئا، وربما يكون خارج نطاق العقل والفكر والمنطق.
إن العلم والعقل وجهان لعملة واحدة، وهما أساس كل تقدم وإبداع في الحياة، العلم يمنحنا المعرفة، بينما العقل يتيح لنا فهمها واستخدامها، إن امتلاك العقل مع المعرفة العلمية هو مفتاح النجاح والتحقيق المبتغيات والمرادات وتحقيق الأماني، سينجح العلماء نجاحاً باهراً وصاعقاً وغير متوقع، وسيظل الجهلاء بعقولهم المتكلسة الضعيفة الواهنة المحدودة يقبعون خلف الدهشة غير مصدقين ولا مستوعبين، إن التطور القادم من خلال العلم والمعرفة سيكون مذهلا ومفاجئا وخطيرا، وسيكون للعلم والعقل والتكنولوجيا أهمية بالغة ومؤثرة في العالم ككل، اجتماعياً وصناعياً وثقافياً وفنياً وتعاملياً، سيصبح العالم غير العالم، وفق تحولات ذات إيقاع سريع، ما نراه اليوم بالتأكيد سيصبح أثرا بعد عين، العالم اليوم على أبواب تغيير سريع في العديد من المجالات التي تشكل ركائز هذه الحضارة الإنسانية المتقدمة في التقنية والتعليم والصحة والمواصلات والذكاء الاصطناعي والبيئة وغزو الفضاء وزيارة الكواكب القريبة من الأرض.
إن البرمجيات ستتطور وستقود حياة الإنسان مرغماً، ستختفي ظواهر، وستظهر ظواهر أخرى جديدة ومخالفة، وسيتراجع الاهتمام والتمسك ببعض التراث والعادات والتقاليد إلى مراتب أقل، واهتمام أدنى، وحتى التواصل الاجتماعي واللقاءات بين أبناء الأسرة الواحدة سيضعف ويصيبه الوهن والجفاء، وسينعكس ذلك على المجتمع ككل، سيصبح التعليم عن بعد أكثر من القرب، وكذا التشخيص الصحي، وستقل الوظائف كالمرشدين والمحامين والأطباء والسائقين والطيارين وغيرها من الوظائف، حيث ستحل الروبورتات محلهم.
في المقابل سوف تكون فرص العمل الخدمية عبر المنصات الإلكترونية للعمل حول العالم والشخص في غرفة نومه، وحتى شكل المواصلات سوف تتغير، وستكون أسرع بكثير مما هو حاصل الآن، سيكون السفر سهلا وسريعا وميسرا ليس فيه عناء ولا تعب ولا مشقة، حتى وأن كان إلى الكواكب المجاورة، والتي تبعد عن كوكبنا آلاف الأميال.
نعم، العالم سوف يتغير بسرعة مذهلة ومدهشة، وستصبح أفلام الخيال العلمي التي كنا نشاهدها ولا نستوعبها حقيقة واقعة لا حياد عنها، الحياة القادمة القريبة العاجلة حتماً ستكون عكس حياتنا الحالية تماماً بشكل لا يصدقه عقل المتكلسين، ولا يستوعبه منطق الفاشلين، ولا يبتغيه أهل «الهياط»، والفشخرة والعجرفة، والدندنة، والمفاخرة العمياء، هذا الصنف من البشر سيندثر إلى الأبد مع تقدم العلم والمعرفة، وسيأتي صنف مغاير همه الارتقاء والاختراع والابتكار والارتقاء ومتابعة العلم والاستزاد من المعرفة، بعيداً اللقلقة، وحب الفشخرة، والتعالي، والمظاهر المزعجة.