عبد العزيز الهدلق
هل الهلال الذي تعادل مع ريال مدريد بطل العالم هو نفس الهلال الذي سبق أن خسر من الخليج وتعادل مع ضمك، و الرياض، و الوحدة!؟
نعم هو نفسه، ونفس اللاعبين، لم يتغير شيء سوى المدرب!
وهذا يؤكد أن هلال موسم الأرقام القياسية (23/ 24) تعرض لمعاناة في الموسم التالي مع مدربه خيسوس، حيث تراجع المستوى وتراجعت النتائج، وارتفعت أصوات الجماهير متضجرة من الوضع السيئ الذي يمر به الفريق، ولكن الإدارة لم تستجب لأصوات الجماهير، ولم تدفعها النتائج السيئة للتحرك العاجل لوضع الحلول، ولم تستشعر الخطر منذ بدئه بعد الخسارة من الخليج، بل كانت تتفرج على الفريق وهو يتراجع ويخرج من البطولة تلو الأخرى، لتتحرك في الوقت بدل الضائع وتفك الارتباط بالمدرب وتكلف الشهلوب بإدارة الفريق فنياً في آخر مباريات الموسم! ولارتباط الفريق بالمشاركة في كأس العالم للأندية كان لزاماً على الإدارة إحضار مدرب بمستوى الحدث، فجاء الإيطالي إنزاغي، والذي أشرف على أربعة تدريبات فقط للفريق قبل مواجهة ريال مدريد، فكانت المفاجأة أن فريق الأرقام القياسية قد عاد! بجماله وإبهاره. وهذا يؤكد أن المدرب السابق خيسوس كان السبب في تراجع مستوى الفريق ونتائجه! وتبقى تفاصيل هذا السبب خافية إلا للقريبين من الفريق.
والشاهد في هذا السرد أن الإدارة عندما تفتقد القدرة على الاستشعار المبكر، وعلى التقييم الصحيح لعمل المدرب خطوة خطوة، وتفتقد الشجاعة على التدخل في الوقت المناسب لإنقاذ الفريق، فإنها بذلك تقود الفريق إلى الهاوية. فلو تدخلت الإدارة بعد مباراة الخليج أو ضمك أو الرياض، أو بعد الخروج من كأس الملك، أو بعد الخسارة من النصر أو الأهلي في الدوري لما فقد الفريق حظوظه بالمنافسة على بطولة الدوري، وعلى بطولة النخبة الآسيوية! ولكن المؤسف أن الإدارة ظلت تتفرج على حالة الانهيار حتى خرج الفريق من كل المنافسات!
وإذا كانت الإدارة قد حظيت بالإشادة في موسم الأرقام القياسية، وما قبله، فإنها يجب أن تتقبل النقد بما فيه من قسوة على سوء عملها في موسم (24/ 25).
وزاد من سوء عملها فشلها في إنقاذ الفريق بعنصر أو عنصرين أجنبيين جديدين خلال فترة التسجيل الاستثنائية التي منحها الفيفا للأندية المشاركة في كأس العالم، لذلك عجز الفريق عن تسجيل سوى هدف وحيد من ركلة جزاء في مباراتين، رغم أنه قدم مستوى فنياً مرضياً. كما عانى مدربه إنزاغي خلال المباراتين من ضعف مستوى دكة البدلاء في الجانب الهجومي بالذات. فغياب ميتروفيتش كان مؤثراً ولم يستطع البديل ليوناردو عمل شيء يذكر!
وسيتوقف تأهل الهلال لدور الستة عشرة على نتيجة مواجهته الأخيرة في دور المجموعات أمام باتشوكا المكسيكي الجمعة القادمة. وكان الهلال بغنى عن حسابات هذه المباراة لو امتلك المهاجم الهداف. وهو ماعاناه الهلال خلال الدوري بعد افتقاده خدمات ميتروفيتش، لذلك كان يجب أن يكون حضور الهداف بالنسبة للإدارة أولوية قصوى. ولكنها فشلت في ذلك.
زوايا..
** فلينسَ الهلاليون أن يأتيهم الإنصاف الإعلامي من الداخل. فأفضل إنصاف يأتي من الخارج، من الوطن العربي، و الإعلام العالمي.
فلقد أجبر الهلال الإعلام الخارجي على الإشادة به، والإشادة بمشروع التطوير الرياضي السعودية، والنهضة التي تشهدها المملكة، بدون أن يكون معه لاعب عالمي من فئة (A)، لقد أجبرهم كبير آسيا بمستواه، ونتائجه.
** أغلب الإعلام المحلي الذي رافق الهلال في كأس العالم للأندية لم يكن داعماً له بقدر ما كان مسيئاً ويبحث عما يقال من مشاركة الهلال!
** دوري روشن أقوى من دوري أبطال آسيا، هكذا كان يقول كارهو الهلال وهو يحقق البطولة الآسيوية، واليوم عاد هؤلاء الحمقى لإسطوانتهم القديمة المشروخة بالقول أن دوري روشن أقوى من كأس العالم للأندية! وهؤلاء الحمقى يجدون طريقهم للظهور عبر الشاشات ليخاطبوا المشاهدين بهذا الفكر المتهافت، والضحل.
** بعد ارتفاع سقف الاستحقاق الهلالي فلم يعد لمالكوم ولودي ولا حتى ليوناردو وكايو موقع في الهلال. فأمثال هؤلاء ليس مكانهم الهلال المتطلع لأكبر البطولات.
** بالتأكيد، أن الجميع لاحظ عودة العملاق السنغالي كوليبالي لمستواه الكبير، وعودة ياسين بونو لمستواه المعهود، حدث ذلك بعد أن تخلص الفريق من مدربه خيسوس الذي أخفق في التعامل مع الفريق واللاعبين في الموسم الثاني له مع الفريق!