محمد الخيبري
بعد المستوى الرائع الذي قدمه نجوم الهلال في المباراة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة الأمريكية أمام فريق «ريال مدريد الإسباني» التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، والذي وصف رئيسه بأن المباراة هي نهائي مبكر للبطولة، عطفاً على أحداث مباراة نهائي كأس العالم للأندية 2021 بالمملكة المغربية التي جمعت بين الفريقين، وانتهت بفوز تاريخي للفريق الإسباني بخماسية مقابل ثلاثة أهداف للهلال ومستوى فني رائع قدمه نجوم الهلال أمام الفريق الأقوى بالعالم.
ووسط المعنويات الجماهيرية المرتفعة دخل الهلال لقاءه الثاني أمام فريق «ريد بول سالزبورغ» النمساوي الذي اعتمد تماماً على خطة التنظيم الدفاعي المحكم، واللعب على الهجمات المرتدة التي أرهقت قليلاً نجوم الهلال بعد سيطرة مطلقة على مجريات اللقاء ولكن دون تسجيل أهداف.
خيم التعادل السلبي على مجريات المباراة التي على إثرها سيدخل الفريق الأزرق بحسابات معقدة وبفرص عديدة للتأهل لدور الستة عشر محكومة بتحقيق الفوز فجر غدٍ الجمعة بتوقيت «مكة المكرمة» في اللقاء الثالث والختامي لدور المجموعات من أمام فريق «باتشوكا» المكسيكي الذي فقد حظوظه بالتأهل بشكل تام.
من المؤكد أن يدخل الفريق الهلالي بضغط هائل وسيفرض الاستعجال على نجومه؛ نظراً لأن الفوز بالمباراة بعدد وافر من الأهداف سيضمن التأهل للدور المقبل دون الرجوع لنتيجة مباراة «ريال مدريد» و «ريد بول سالزبورغ» ما لم تنتهِ بالتعادل الإيجابي بأكثر من هدفين.
جماهيرياً امتزجت مشاعر القلق والتوتر مع المعنوية المرتفعة في ردات فعل تم رصدها إعلامياً من الأراضي الأمريكية ومن مواقع التواصل الاجتماعي ممثلة بالتجمعات الافتراضية في «مساحات» منصة (X).
في معسكر الفريق الهلالي يتضح الهدوء والمعنوية المرتفعة بعد الوجود الإداري الكبير المتمثل في وصول سعادة رئيس النادي الأستاذ « فهد بن نافل « للأراضي الأمريكية بعد غياب مبرر بالفترة الماضية لإنهاء بعض الأمور المتعلقة بالنادي.
وجود « بن نافل » سيكون له الأثر الإيجابي على معسكر الفريق الذي لن يكتمل إلا بوجود الدعم الجماهيري الإعلامي؛ ليتحقق ما نصبو ونتطلع إليه في تأهل الهلال كممثل وحيد لقارة آسيا بعد انعدام فرص التأهل للفرق الآسيوية وحتى بعض الفرق العربية.
أيضاً وجود الرئيس الهلالي في هذا التوقيت الصعب مهم جداً معنوياً ومحفز كبير للزحف الجماهيري لدعم الفريق في المباراة؛ وسينعكس ذلك على أداء اللاعبين في أرض الملعب لتقديم المستوى المأمول منهم بعد الإخفاق في المباراة الماضية التي خضعت لعدة عوامل ومتغيرات ساهمت بالخروج متعادلين سلبياً.
وبغض النظر عن التعاطي من بعض البرامج الرياضية وبعض الإعلاميين عن غياب « فهد بن نافل» عن مرافقة الفريق وتخلفه لأسباب اتضح عليها السخرية والتندر، وذلك لعدم قدرته على استخراج التأشيرة من السفارة الأمريكية على حد وصفهم؛ الأمر الذي يستوجب التدخل الرسمي من لدن وزارتي الرياضة والإعلام واللجنة القانونية بالنادي لحماية سمعة وشخص الأستاذ الخلوق « فهد بن نافل « الذي يرأس أحد أهم أندية القارة الصفراء وأكبرها.
لا شك أن تأهل الهلال سيكون له تأثير واضح على خارطة كرة القدم الآسيوية والعربية والخليجية والسعودية، وسيؤكد نجاح الخطط الاستراتيجية الذي وضعتها المملكة للرياضة بشكل عام والكرة السعودية بشكل خاص.
ومن المؤكد أن الفوز في مباراة الغد أولوية حتمية لدى نجوم الزعيم وسيشكل ضغطاً طوال المباراة إن لم يستطع اللاعبون فرض أسلوبهم والتسجيل في وقت مبكر؛ لإجبار الفريق المنافس على فتح الملعب واستغلال أن المنافس سيلعب دون ضغوطات لفقدانه فرصة التأهل بشكل نهائي ومغادرة البطولة بعد هذا اللقاء.
أيضاً رفع درجات التأهل وزيادة نسبة الثقة بالفريق من الجماهير سيعتبر لقاحاً لحصد نتيجة ونقاط اللقاء، وإخراج اللاعبين من الضغط والتوتر والدخول لأرض الملعب بتركيز عالٍ لضمان تسجيل الأهداف بوقت مبكر يريح المنظومة الفنية للأزرق طيلة وقت المباراة.
من المتوقع أن يفرض المنطق نفسه يوم غدٍ ويتأهل «ريال مدريد» الإسباني و «الهلال» السعودي لدور الستة عشر، ولن تكون هناك مفاجآت بعد تأهلهما أو خروج أحدهما من المنافسة نظراً لتقارب حظوظ الفريقين والفروقات الفنية التي تصب لصالحهما والدعم الجماهيري الكبير اللافت للفريقين.
قشعريرة
أشارت بعض المصادر إلى رغبة النجم العالمي الكبير الأسطورة الأرجنتينية « ليونيل ميسي » بمغادرة كرة القدم الأمريكية في ظل وجود عروض احترافية عدة له، أهمها العروض المقدمة من الدوري السعودي المحترف الذي يحظى بالاهتمام العالمي الكبير بعد الحراك الحكومي باتجاه تطوير كرة القدم السعودية.
ونتيجة للدعم الحكومي الكبير من القيادة الحكيمة التي على إثرها تحولت الكرة السعودية لبيئة جاذبة للنجوم حول العالم وأرض خصبة لتوالد النجوم العالميين من جميع الفئات والأعمار.
من جهة أخرى تزايدت المطالبات الجماهيرية والإعلامية الهلالية بالتعاقد مع الأسطورة العالمية « ميسي « لتدعيم صفوف الهلال في الموسم المقبل؛ نظراً لأهمية هذا النجم وجماهيريته واحتمالية استفادة الهلال والكرة السعودية من وجوده بالدوري السعودي المحترف والبطولات المحلية والخارجية.
من وجهة نظري المتواضعة وجود «ميسي» في صفوف الهلال سيكون له الفوائد المعنوية واللوجستية والمادية والاحترافية التي ستصب في مصلحة الكرة السعودية قبل الهلالية.
وجود «ميسي» كمحترف فئة (A) في صفوف الهلال الفريق الأكثر نجاعة بالقارة وصاحب السمعة العالمية «كوصيف لبطل» كأس العالم للأندية حتماً سيكون له الفوائد الكبيرة من حيث النقل التلفزيوني والإعلانات والمبيعات ونشاط شبابيك تذاكر المباريات وانتعاش خزائن الأندية التي ستستضيف الهلال خارج الرياض وحتى في وجود الهلال في البطولات الخارجية.
وجود نجم كبير مثل ميسي في الهلال سيزيد جودة الدوري السعودي، وإن كان لغير الهلال فستضاف القيمة الفنية والمادية للفريق الذي سيمثله وسيكون الفارق بحجم الفريق الذي يمثله لوجستياً ومعنوياً وجماهيرياً.