علي حسين (السعلي)
يقول فرانز كافكا حول المثابرة والنجاح في إحدى مقولاته
«لا أستطيع أن أجعلك تفهم. لا أستطيع أن أجعل أحدًا يفهم ما يدور في داخلي. لا أستطيع حتى أن أشرحه لنفسي.»
هذا تماما ما حصل للفنانة التشكيلية إلهام أبو طالب رغم إعاقتها لم تمنعها من نثر إبداعها لوحةً بأدوات بسيطة القلم والفرشاة والألوان هكذا بكل بساطة هذا بالنسبة لي ولكم لكن عند المبدعين فلا وألف لا، ولادة الفكرة اصعب من تنفيذها يقول في هذا المقام:
أفلاطون: نحن مجانين إذا لم تستطع أن نفكر، ومتعصبون إذا لم نرد أن نفكر، وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر «فبداية كلُ إبداعٍ مجردُ فكرةٍ تُبْنى وحلمٌ يتحقق».
الفنانة من ذوي الاحتياجات الخاصة إلهام أبو طالب من جازان المبدعين والمبدعات فلا غرو أن تكون في مقدمتهم !
حين أرسل لي دعوةً مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة الشاعر والمستشار الثقافي محمد آل صبيح لم اهتمّ صراحةً لا لشيء سوى أن حرفي يستحي خجلا بل يتخبّى داخل سطره من تواصل هذا المثقف النابه والمسؤول مع الجميع كتّابا، إعلاميين مثقفين، أدباء .. باختصار كل مبدعي المشهد الثقافي الجداوي، وما شاء الله الفعاليات لا تتوقف من عرض مسرحي ، محاضرة ندوة ،ورش فنية ، أنشطة متنوعة أمسيات معارض فنية على مدار الأسبوع؛ فمن الصعب حضورها جهد جبَار يقوم به آل صبيح ورفاقه بصراحة!
هذه الدعوة التي جاءتني فيها ملصق قديم قبل أكثر من 38 سنة تخيلوا هذه الإلهام محتفظة بهذا الحوار معها بالزميلة الندوة منذ أكثر من ثمان وثلاثين سنة، سنون كثيرة مرّت على هذه المبدعة ولم تيأس من خلال «ما نشيت» لعنوان صحفي إلهام أبو بكر تقول :» احلم بمعرض شخصي « في صفحة بنفس الصحيفة «مواهب ترسم التألق» لكن الإصرار والمثابرة والطموح كان مرافقا لهذه الإلهام وفعلا تحقق حلمها واصرّيت على حضور معرضها الأول حين تتكلم إلهام لاتفهم كثيرا ما تقول لكن من عينيها تجد ذاك النجاح يرقص فرحا كلما حركت حواجبها ورمشيها وهي تبتسم للجميع والذين يشاركون فرحتها.
كانت ترافقها الدكتورة مها رضوي شرحا مفصلا تقرأ اللوحات بإبداع، كانت اللوحات خمسين لوحة تزين المعرض، كل لوحة تعبّر عن أغنية بكلماتها من تألق كبار شعراء المملكة ومطربيها فنان العرب محمد عبده والفنان طلال سلامة.. وغيرهم كانت ليلة لاتُنسى من ذاكرة الزوّار.
سطر وفاصلة
نعلمُ بمقدار الجهد الذي يبذله الشاعر والمسؤول بثقافة وفن جدة محمد آل صبيح في تحقيق أمنيات المبدعين والمبدعات جهدا يشكر عليه ورفاقه، ولكن ما يدعوني للحيرة أين وزارة الثقافة بجمعياتها وهيئاتها من إلهام أبو بكر وغيرها الكثير في السعي والركض خلال مسيرة ثمان وثلاثين سنة لتتمكن لتحقق حلمها ؟