خالد محمد الدوس
تعد الخدمة الاجتماعية مهنة إنسانية وحضارية تهتم بمساعدة الأفراد والجماعات على تحقيق رفاهية أكبر وحل المشكلات الاجتماعية، حيث يسعى الاخصائيون الاجتماعيون إلى مساعدة الناس على مواجهة التحديات التي يواجهونها في حياتهم سواء كانت اجتماعية أو أسرية أو نفسية، وتهدف الخدمة الاجتماعية بمساراتها المهنية المتنوعة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف منها تحسين جودة الحياة وتنمية المجتمع المحلي وتحسين الصحة عامة وبناء التكيف الاجتماعي وتطوير القدرات الذاتية والابتكارية.. كعلم مستقل له أبحاثه ومقوماته العلمية يأتي مواكبا للتحولات المجتمعية وتحدياتها المستقبلية.
ولا شك في وطننا العربي خبراء وعلماء وباحثون كبار أثروا هذا العلم الخصب «بحثاً وعلماً وفكراً وتطبيقاً» ومن هذه القدرات الأكاديمية والهامات العلمية المتميزة في مجال الخدمة الاجتماعية أ. د. «مروة محمد عثمان» أستاذ الخدمة الاجتماعية والعلاج الاجتماعي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية -سابقا- ورئيسة قسم خدمة الفرد بالعهد العالي للخدمة الاجتماعية بجامعة دمنهور حاليا.
حصلت أ. د. مروة محمد عثمان على شهادة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية تخصص خدمة الفرد من المعهد العالي للخدمة الاجتماعية بجامعة دمهور عام 1996 وكانت الأولى على دفعتها، ثم واصلت الهمة برغبة قوية وطموح عالٍ في مضمار العلم ونهل المعرفة.. فنالت درجة الماجستير - خدمة الفرد/ كلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان عام 2002 ثم تلا ذلك حصولها على شهادة الدكتوراه في الخدمة الاجتماعية عام 2008 من ذات الجامعة وكان عنوان الرسالة (فاعلية برنامج إرشادي للوالدين في تعديل نمط السلوك الاستهلاكي السلبي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية).. دراسة تجريبية من منظور خدمة الفرد. حيث عملت د. مروة عثمان معيدة في المعهد العالي للخدمة الاجتماعية ثم أستاذة مساعدة في جامعة حلوان عام 2008 وتدرجت حتى نالت الاستاذية في مجال الخدمة الاجتماعية بكل جدارة نظير العطاء البحثي والعلمي المتميز في رحاب الصرح الأكاديمي. كما عملت أستاذة بقسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية خمسة أعوام (2015 - 2020) قامت بتدريس العديد من المقررات: مناهج البحث الكيفي، وأسس الخدمة الاجتماعية، والقياس الاجتماعي ونصوص في العلاج الاجتماعية، وتطبيقات في الخدمة الاجتماعية، والإحصاء الوصفي وخدمة الفرد.. وغيرها من المقررات لطالبات البكالوريوس والدراسات العليا. وبعد خمسة أعوام قضتها الخبيرة الاجتماعية أ. د. (مروة) عادت للعمل الأكاديمي في المعهد العالي للخدمة الاجتماعية بدمنهور ورشحت رئيس قسم خدمة الفرد عام 2020 حتى تاريخه، واختيرت للعضوية في العديد من المسارات الأكاديمية منها عضو رابطة المدربين التربويين التابع للمجلس العربي الإفريقي للتكامل والتنمية، وعضو الهيئة التدريبية العليا بالرابطة لعام (2020 - 2021) وعضو بمجلس إدارة المعهد العالي للخدمة الاجتماعية بدمنهور 2015 وعضو لجنة التطوير والجودة بقسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام 1437-1438 وكذلك عملت عضو لجنة توصيف مقررات: برنامج الدكتوراه في الخدمة الاجتماعية ضمن اعمال التطوير والجودة بذات الجامعة 1439، وكذلك لجنة تطوير برنامج الماجستير 1440 بالإضافة إلى عضوية لجنة الدراسات العليا.. منسقة لجنة الدراسات العليا وعضو لجنة الإرشاد الأكاديمي للعام الجامعي 1437هـ في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام.
كما شاركت الخبيرة في مجال الخدمة الاجتماعية «البروفيسور مروة» في العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل داخل وخارج وطنها في مجالات: قضايا التنمية والرعاية الاجتماعية والتخطيط والعلاج والقياس الاجتماعي والدراسات الأسرية وقضايا الشباب، وحقوق الإنسان، كما قدمت العديد من المؤلفات الرصينة والأبحاث الثرية التي شكلت مرجعا غنيا للباحثين والدارسين في مجال الخدمة الاجتماعية، كما أشرفت على العديد من الرسائل العلمية ماجستير/ دكتوراه لطالبات الخدمة الاجتماعية في العديد من الجامعات التي عملت بها، ومن الإنجازات والأنشطة العلمية الأخرى تحكيم العديد من الأبحاث العلمية المنشورة في عدد من المجلات العلمية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة نايف للعلوم الأمنية وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض. وما زالت أبحاثها ومؤلفاتها تجسد روح العطاء العلمي الرصين وتقدم حلولا ناجعه لتحديات المجتمعات، وتؤكد في الوقت ذاته بأن الخدمة الاجتماعية ليست مهنة ً فحسب.. بل رسالة إنسانية تترجم عبر العلم والعمل المهني الصادق في ميادينه.