إبراهيم بن سعد الماجد
في آداب الشعوب المختلفة، والعربية على وجه الخصوص يبرز الأدب كأحد الأسلحة حال الحروب، والشعر خصوصاً، بل إن الشعر كان هو السائد في كل المعارك الحربية التي تقع، سواء قبل الوقوع أو أثناءه أو بعده. وما عُرفت الآداب الأخرى كالرواية والمسرحية، وماتبعهما في العصر الحاضر من أفلام مختلفة، إلا في القرن الماضي. والشعراء العرب سواء في الجاهلية أو في الإسلام، كانت لهم مواقف من الحروب، فلم يكونوا في الغالب إلا دعاة سلام لا دعاة حرب، إلا في بعض المواقف التي تستوجب منهم نصرة قومهم حال وقوع المحذور، فلا بد من النصرة بهذا السلاح الذي كان يمثل الصوت الإعلامي المؤثر في ذلك الوقت. ولكن في العموم كانت اللغة الشعرية تدعو إلى السلام، وتبين ويلات الحرب ونتائجها. يقول زهير بن أبي سلمى في قصيدته المشهورة التي مطلعها:
يقول في ذم الحروب، وأنها لا تُخّلف إلا الضعف والهوان:
وتقول الخنساء التي لاقت من ويلات الحروب ما لاقت:
والعقلاء دوماً يغلّبون السلم على الحرب، ويوصدون كل باب يفضي إلى نزاع يجر إلى حرب محتملة. وفي عالم الكتب كان الكتاب حاضراً في الحروب بقوة، بل إنه أضاف للمكتبة العسكرية رصيداً ضخماً، صار بعضها يُدرّس في الجامعات.
من أشهر ما أُلف في هذا الشأن:
* «كل شيء هادئ على الجبهة الغربية»: رواية تحكي عن الحرب العالمية الأولى من وجهة نظر جندي ألماني شاب.
* «مذكرات آن فرانك»: مذكرات فتاة يهودية تحتمي من النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.
* «أراضي الدم»: كتاب يتناول الحرب العالمية الثانية من منظور ضحاياها في أوروبا الشرقية.
* على الخط الأمامي: التغطيات الصحفية المجمعة لماري كولفين.
* الحرب العظمى من أجل الحضارة: غزو الشرق الأوسط روبرت فيسك.
* صحفيون على خط النار: حرب المعلومات والممارسات الصحفية هوارد تمبر وفرانك ويبستر.
* المراسِلات: ست كاتبات في الخطوط الأمامية للحرب العالمية الثانية.
* جوديث ماكريل.. وهذا الكتاب قد يكون مختلفا، لكونه يتحدث عن المُراسِلات النساء في الحروب وماذا قدمن؟
* دليل الإعلام الحربي: 75 قاعدة د. محمد العرب، وهذا قد يكون آخر ما صدر حسب علمي في هذا الشأن.
* في أمثالنا الشعبية مثل يقول: الخير في غبار الخيل، أي في غبار المعارك، ومهما يكون من خير فلا خير أطيب من العيش بسلام وأمن وأمان.
* ومما هو مقرر أن الدولة القوية لا يمكن أن تبحث أو تصنع عدوا، أما الأنظمة الهشة والضعيفة فإن بقاءها مرهون بافتعال النزاعات، وادعاء الدفاع عن المواطن والوطن!
* من نعم الله علينا في المملكة العربية السعودية أن قيادتنا من التأسيس وإلى اليوم، وهي قيادة سلام، تدفع السيئة بالحسنة، فعشنا وعاش من حولنا في أمن وأمان، فالحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.