د.عبدالعزيز بن سعود العمر
سأحاول في هذه المقالة الإجابة على السؤال التالي: كيف نجعل قرارنا التعليمي راشداً (informed)؟ ولأن الأشياء بضدها تبين دعونا نطرح السؤال التالي: متى يكون القرار التعليمي غير راشد؟ أي متسرعًا وعاطفيًا وليس عقلانيًا.
يكون القرار التعليمي غير راشد عندما يكون مؤسسًا على مجرد انطباعات وخبرات شخصية بحتة للبيروقراطي متخذ القرار.
ولتجنب منزلق الانطباعات الشخصية في اتخاذ القرار، ظهر في كثير من المؤسسات التعليمية ما سُمي بمراكز البحث والتطوير (RالجزيرةD)، وما سُمي بخزان التفكير (Think Tank)، وهو فريق نخبوي يمثِّل العقل المفكر للمؤسسة التعليمية، ويتكون هذا الفريق من نخب مفكرة يتم اختيارها بعناية فائقة لتسهم في صناعة القرارات الحاسمة للمؤسسة.. لا شك أن متخذي القرار التعليمي التربوي غالباً ما يجدون أنفسهم دائماً أمام عدة خيارات متقاربة، وليس من السهل الأخذ بأيٍّ منها، ما لم يكن صانع القرار ومستشاروه محترفين في فن صناعة القرار التعليمي، مدركون لما قد يترتب على قراراهم من عواقب تعليمية واجتماعية وتنموية سلبية. وهنا يقول العارفون ببواطن علم الإدارة إنه إذا كانت صناعة القرار التعليمي (علماً) له أصوله وقواعده، فإن محاكمة ذلك القرار وتبريره والتأمل في عواقبه الممكنة هو (فن) و(حكمة) لا يجيده كل مسؤول، لذا فإنه من المهم عندما يتخذ صانع القرار قراره أن يكون مستعداً للدفاع عمَّا يتمخض عنه أمام الرأي العام. ولا جدال أن صناعة القرار تتطلب توافر صفات أساسية في صانع القرار مثل (الحكمة) و(المعرفة)، و(تخيل) الصورة النهائية المستهدفة لأداء المؤسسة التعليمية بعد تنفيذ القرار.. وعموماً، كلما كان لدى صانع القرار التعليمي رؤية تعليمية مستقبلية عميقة وناضجة كان القرار أقرب إلى الصواب والحكمة.