سليمان الجعيلان
نعم، هي كذلك عندما نستعيد أول بطولة محلية للهلال في مسيرته بعد تتويجه بلقب بطل كأس الملك المعظم عام 1961 أي بعد أربع سنوات من تأسيسه عام 1957 وأيضاً عندما نسترجع أول بطولة خارجية توج بها الهلال في تاريخه وكانت البطولة الخليجية عام 1986 بالرياض وكذلك عندما نستحضر أول بطولة قارية حققها الهلال في مسيرته عام 1991 في قطر وأيضاً عندما نتذكر أول بطولة عربية توج بها الهلال عام 1994 بالرياض وكذلك عندما نعود لأول مشاركة للهلال في بطولة كأس العالم للأندية وما تبعها من مشاركات مشرفة والتي توج فيها الهلال بلقب وصيف أندية العالم في مشاركته الأخيرة عام 2022 في المغرب بعد أن خسر المباراة النهائية من أمام ريال مدريد الإسباني في بطولة ذهب الهلال إليها بقرارات قانونية كانت قاسية عندما رفضت اللجان القضائية السعودية حينها أن يستخدم الهلال حتى حقه القانوني في التدابير الوقتية والتي كانت وما زلت تتاح لكل الأندية المحلية وفي قضايا مشابهة بينما منعت عن الهلال في تلك القضية لأسباب غريبة ومريبة وهي ما تسببت في تقويض قوة الهلال الفنية وكادت أن تحبط وصافة الهلال التاريخية في تلك البطولة!!.. وبعيداً عن تلك القضية التعسفية ضد الهلال وبالعودة لبطولة كأس أندية العالم الحالية والتي تقام في الولايات المتحدة الأمريكية وعودة الهلال وابن الوطن البار من جديد لتصدر المشهد العالمي وفرض اسمه بشكل لافت للنظر وتقديم نفسه بشكل مثير للانتباه بما قدمه مدرب الهلال السيد إنزاغي ولاعبوه من حضور فني مذهل وظهور تكتيكي مبهر أجبر الصحافة الأجنبية ووكالات الأنباء العالمية على الإشادة بما قدمه وحققه الهلال في دور المجموعات بداية من مقارعة فريق ريال مدريد في المباراة الأولى بقوة، بل التفوق عليه فنياً في مجريات الشوط الأول بجدارة والخروج من أمامه بنقطة كانت ثمينة لانتزاع بطاقة التأهل لدور الـ16 في النهاية ليس هذا فحسب بل دون خسارة وفي أصعب مجموعة ليثبت الهلال للجميع أن عظمة الهلال لا نهاية لها تاريخياً ولا حدود لها جغرافياً مهما كانت التحديات والعقبات والمعوقات الإدارية والمالية!!.. وبالمناسبة عجباً لهذا الهلال السعودي في محافظته وتمسكه بشخصية الكبار وثقافة الأبطال واللعب للانتصار داخل الميدان والنظر للأمام مهما كانت التحديات وإجلالاً لهذا الهلال العصامي في اعتماده على نفسه وذاته في الدخول للمنافسات العالمية ومقارعة الفق الأوروبية مهما كانت العقبات وتمجيداً لهذا الهلال الاستثنائي على استمراريته في تقديم نفسه كواجهة مشرفة وشمعة مضيئة لرياضة كرة القدم السعودية في البطولات العالمية مهما كانت الصعوبات ولذلك ليس غريباً أو عجيباً أن تكون العلاقة بين الهلال والتاريخ والجغرافيا قديمة ووثيقة وقد وثقتها وأكدتها مرة أخرى ثلاث مدن أمريكية بوجود اسم الهلال ضمن قائمة أقوى 16 نادياً في العالم لا يوجد فيها ناد عربي أو أسيوي بل ولا إفريقي إلا الهلال السعودي!!.. وعلى كل حال وعقب انتصار وتأهل الهلال لدور الـ16 في كأس العالم للأندية كتب سمو وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل على حسابه في منصة X هذه التغريدة (أبارك لممثل الوطن «الهلال» تأهله المستحق إلى دور الـ16 في كأس العالم للأندية.. حضور مشرف وأداء رائع، يعكسان تطور الكرة السعودية) والتي أكد فيها رأس الهرم في الرياضة السعودية بهذه المباركة والإشادة أن الهلال وابن الوطن البار قام بدوره وأدى مهمته على أكمل وجه على الرغم من تقصير إدارته في تحضيره وتجهيزه لهذا المحفل العالمي بالتعاقد والتوقيع مع صفقات أجنبية جديدة تكون إضافة قوية وتقوية فنية لفريق الهلال في هذه البطولة العالمية بحجة ضيق الوقت في استغلال فترة التسجيل الاستثنائية ولكن ولأنه الهلال فقد أبى قائد الهلال سالم الدوسري ورفاقه الاستسلام لهذه الأخطاء الإدارية وأن يكونوا على قدر المسؤولية ويقدروا ثقة القيادة الرياضية!
السطر الأخير
صحيح أن السيناريو المتوقع أن يخسر يخرج الهلال من أمام فريق مانشستر سيتي الإنجليزي في دور الـ16 فجر الثلاثاء القادم نظراً للفوارق الفنية وللظروف الصعبة التي يعيشها الهلال فنياً وبدنياً في البطولة وكذلك للعودة القوية للفريق الإنجليزي لمستوياته الرائعة ونتائجه القوية التي على أثرها تصدر مجموعته بالعلامة الكاملة وسجل 13 هدفا في مرمى منافسيه في المجموعة ولكن علينا أن نعود للوراء قليلاً ونتذكر أن نفس السيناريو كان يطرح قبل مباراة الهلال أمام ريال مدريد والتي استطاع الهلال فيها أن يقارع ريال مدريد بقوة بل يتفوق عليه في مجريات الشوط الأول بجدارة على الرغم من تلقي مرمى حارس مرماه ياسين بونو هدفا واحدا ومن هجمة وحيدة إلا أن فريق الهلال ولاعبي الهلال لم يتأثروا أو يرتبكوا إنما تماسكوا وعادوا سريعاً للمباراة بتسجيل هدف التعادل قبل انتهاء الشوط الأول وواصلوا في الشوط الثاني مجاراته بكل جرأة ووقفوا أمامه بكل شجاعة حتى انتهاء المباراة بتعادل إيجابي بين الفريقين ولذلك الثقة كبيرة في سالم الدوسري ورفاقه بأن يكرروا ويعيدوا تألقهم وتفوقهم الفني أمام فريق مانشستر سيتي الإنجليزي بغض النظر عن النتيجة النهائية ففي النهاية جميع الهلاليين والرياضيين العقلانيين يراهنون على حضور وظهور مشرف لممثل الوطن مع هذه الظروف!!.. نقطة آخر السطر.