إيمان الدبيّان
عن أي شيء أكتب، هذا هو السؤال الذي يشغلني ويدور في ذهني عند الشروع في التفكير بكتابة مقال، فكتابة المقال الصحفي أشد حساسية وصعوبة من أي كتابة أخرى لأسباب عدة منها: أن المقال موجه لفئة مستهدفة، أن هناك من ينتظرك على الموعد لقراءة مقالك، بالإضافة إلى أنه سينشر في صحيفة أنت مؤتمن على ما تطرح فيها، كما أنك مؤتمن أمام الله من قبل ومن بعد عن كل ما يقرأ لك.
لذلك يراودني هذا السؤال اليوم، كما يراودني كل أسبوع عن أي شيء سأكتب؟!
هل أكتب عن الإجازة الصيفية للطلاب والمعلمين بعد فصول دراسية ثلاثة؟ لا؛ لأني كتبت عنها كثيراً ولي رأي فيها الذي لا يهمني فيه عدد الفصول بقدر ما يهمني كيف تفعل الدراسة في أيام الدراسة التي تصل إلى ما يقارب 180 يوماً بعيداً عن كونها مقسمة على فصلين أو ثلاثة.
هل أكتب عن المناسبات الاجتماعية السعيدة والحزينة وما فيها من بذخ ومظاهر اجتماعية مرهقة تفقد المناسبة قيمتها وحقيقة مشاعرنا؟!
أيضاً الجواب لا؛ فقد تحدثت عن هذا الموضوع كثيراً في مقالاتي ومختلف مناسباتي، ويبقى حرية شخصية لمن أراد أن يجعل التبذير له هوية.
إذاً عن أي شيء أكتب؟
هل أكتب عن الحرب الإسرائيلية - الإيرانية وتداعياتها الإقليمية والعالمية وقصتها الدرامية أو سمها الكوميدية حسب نظرتك وثقافتك السياسية؟
كذلك الجواب لا فقد كتب عن ذلك كثيرون من أهل السياسة والدبلوماسية وهم أجدر وأقدر، وآخر من قرأت له عن ذلك صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل.
والسؤال الأخير هنا وليس النهاية لدي هل أكتب عن بعض التصرفات لدى بعض السيدات والفتيات في المجتمع وبعدهن عن قيمهن الدينية وأصالتهن المجتمعية وهويتهن الوطنية؟
فوجدت أن الموضوع سيأخذ صفحات وصفحات ولا بد أن أكتب عنه ولكن في وقت آت، لي فيه أسباب ولي معه قصة قد تكون في كتاب.
إذاً سأترك مقال اليوم لك عزيزي القارئ اختر موضوعاً وابحث عنه في مقال أو قصيدة، في رواية أو جريدة، والأفضل ابحث عن أهدافك عن رؤيتك عن رسالتك الشخصية مع بداية عام 1447 هجرية واجعلها عنواناً لعامك الذي هو جزء من حياتك، وابنِ على ذلك قصص نجاحك ومحاور تطوراتك وأسس مبادئك ومنعطفات تحولاتك.
اختر عنواناً لعامك واجعله موضوعاً تكتبه أنت وليس أنا تقرؤه أنت وليس القراء، تقيَّمه أنت وليس التحرير، فأنت الكاتب والقارئ، في عام أتمناه للجميع سعيداً مليئاً بالحب والأمان والسلام والإيمان.