صيغة الشمري
في خطوة تجسد البعد الإنساني وأخلاق الفرسان لقيادتنا الرشيدة، وتعكس القيم الإسلامية الراسخة والمواقف الأخلاقية الثابتة والحرص الثابت على خدمة ضيوف الرحمن دون تمييز، أنشأت المملكة غرفة عمليات خاصة ووضع خطة متكاملة لتقديم أعلى مستويات الرعاية والخدمة للحجاج الإيرانيين حتى لحظة مغادرتهم إلى بلدهم، وذلك في ظل الظروف الاستثنائية التي عاشتها إيران أثناء حربها مع إسرائيل.
وتأتي هذه الخطوة تأكيداً على أن المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- لا تفرّق بين الحجاج على أساس جنسياتهم أو ظروف بلدانهم، بل تضع خدمة ضيوف الرحمن في صدارة أولوياتها، خاصة في أوقات الأزمات.
حرصت قيادتنا الرشيدة على أن توفر للحجاج الإيرانيين جميع احتياجاتهم في كل من مكة المكرمة، والمدينة المنورة؛ حتى تتهيأ الظروف لعودتهم إلى وطنهم وأهليهم سالمين، حيث أجرت الفرق التابعة لوزارة الحج والعمرة مراجعة شاملة ودقيقة لمستوى الخدمات المقدمة لهم في مساكنهم، والبالغ عددهم نحو 76 ألف حاج، بما يضمن استمرارية تقديم الخدمة والرعاية بجودة عالية طوال فترة وجودهم في المملكة، حتى موعد مغادرتهم. وتشمل الخطة مسارات دقيقة لاستقبال لمغادرة الحجاج وتيسير تنقلاتهم، وتوفير السكن المناسب.
وتُعد هذه المبادرة امتدادًا للدور الريادي الإنساني الذي تقوم به بلادنا في خدمة الشعوب التي تعاني من آثار الحروب والصراعات، وهو نهج تجسده سنويًا في تعاملها مع حجاج الدول ذات الأوضاع الصعبة، ما يعتبر رسالة واضحة بأن الخلافات السياسية لا ينبغي أن تمنع الإنسان من ممارسة شعائره الدينية، وأن الحرمين الشريفين يظلان ملاذاً آمناً لكل المسلمين، دون تمييز. وليس ذلك فحسب، بل إن هذه المبادرة تعكس عمق البعد الحضاري للمملكة، التي باتت نموذجاً عالمياً في الجمع بين التنظيم الدقيق والشعور الإنساني العميق تجاه الآخرين، حتى في أحلك الظروف.
وتأتي هذه الجهود ضمن منظومة الحج المتطورة التي تديرها المملكة باحترافية عالية، تجعل من موسم الحج تجربة إيمانية استثنائية رغم التحديات. وتؤكد المملكة دوماً أن الحرمين الشريفين ليسا ساحة للصراعات، بل رمزاً للوحدة والسكينة، وأنها ستواصل أداء دورها التاريخي في رعاية الحجيج وتيسير مناسكهم، انطلاقاً من واجبها الإسلامي والإنساني تجاه كل مسلم، أينما كان، ومهما كانت ظروفه.