د.نايف الحمد
نجح الزعيم الهلالي في إعادة كتابة التاريخ وفتح صفحة جديدة في مسيرته مع المجد، بعد أن تجاوز دور المجموعات في بطولة كأس العالم للأندية، وتأهل عن مجموعة ضمّت النادي العريق ريال مدريد، والنمساوي التاريخي نادي سالزبورغ، وبطل الكونكاكاف ست مرات نادي باتشوكا المكسيكي.
لم يكن غريبًا أو بعيدًا عن المنطق؛ أن يقدم الموج الأزرق نفسه كبطل قادر على كسب التحديات الكبرى مهما بلغ حجمها، فقد عوّد أنصاره على مدى تاريخه أن يكون وفيًا لتقاليده التي لا يتخلى عنها، حتى وهو يقارع أكبر أندية العالم.. هذه الشخصية العظيمة التي لطالما تحلّى بها، كانت السبب الرئيس في ثقة جماهيره بقدرته على تحويل أحلامهم إلى واقع، ونشر شلالات الفرح، وإسعادهم في كل معترك يخوضه.
في النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية التي تضم 32 فريقًا، تجلّى الهلال كعادته، فأرعب خصومه وأتعبهم، وأنهى دور المجموعات والجميع يتحدث عن فريق سعودي اسمه الهلال، تحدّى الكبار وتفوق عليهم. وقد رسم طريقه ورسّخ مكانته بين كبار الأندية العالمية، بعد أن ظهر بهوية خاصة فرضها على منافسيه، في حالة سجلت الكثير من الإعجاب لدى متذوقي كرة القدم في العالم.
في مشاركته العالمية، خاض الموج الأزرق ثلاث مواجهات كان حضوره فيها طاغيًا، حتى أن زرقته غطّت الأراضي الأمريكية كما يغطي اللون الأزرق السماء؛ فكان بهيًّا في إطلالته، جميلاً في تفاصيله، متفردًا في أسلوبه.
كان عزفه نشيدًا يسحر الألباب، ونغمًا خالدًا يُطرب أسماع الحالمين الباحثين عن رونق الحياة ووجهها الأخّاذ.
كان الهلال أشبه بشعاعٍ من نور، أرسل وهجه لكل القلوب العربية، ومنحها الأمل بقدرتنا على فرض تقاليدنا الكروية، ومقارعة أعتى الفرق العالمية بثقة واقتدار.
نقطة آخر السطر
سيخوض الهلال فجر الثلاثاء مواجهة كبيرة أمام أقوى المرشحين للبطولة، نادي مانشستر سيتي، في دور الـ16، وسط العديد من الغيابات، لكن ثقتنا كبيرة في أن يقدم الزعيم كرة جميلة تليق بقيمته، وتتناسب مع مكانته كنادٍ أصبح مضرب الأمثال في قدرته على الصمود ومواجهة التحديات.