فايز بن سلمان الحمدي
في زمنٍ يُقاس فيه التقدّم لا بكثرة الأقوال، بل بصدق الأفعال، وفي عهدٍ تتيقّظ فيه الدولة لرؤيةٍ سامقة، تتعانق فيها التنمية مع المسؤولية، وتتماهى فيه التقنية مع القيم، نُبارك -بمداد الفخر، وبلهجة التقدير- لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ -حفظه الله- هذا الإنجاز الوطني النبيل، الذي يعكس عقلاً واعيًا، وإدارة راشدة، وبصيرة نافذة في فنّ القيادة وتوجيه المسيرة.
لقد حصدت الوزارة، تحت رعاية معاليه، النسبة الكاملة 100 % في بطاقة الأداء في كفاءة الطاقة، وحقّقت وفرًا ملموسًا في استهلاك الطاقة لعامين متتاليين، حتى استحقت -بجدارة وتميّز- تكريم المركز السعودي لكفاءة الطاقة ضمن نخبة من الجهات الحكومية التي أدركت أن كفاءة الأداء ليست ترفًا إداريًّا، بل مسؤولية وطنية، وركن أصيل من أركان التنمية المستدامة.
وهذا التكريم، وإن جاء في أمسية الأربعاء، إلا أنّه ليس وليدَ لحظةٍ عابرة، بل هو ثمرة مسار طويل من الجهد والمثابرة، خطّته الوزارة بحروفٍ من انضباط، وسطورٍ من حُسن التقدير للمسؤولية، بتوجيه مباشر، وعناية دؤوبة من معالي الوزير، الذي لم يكن يومًا وزيرًا للقول، بل قائدًا للفعل، يزرع حيث يُنتظر الحصاد، ويبني حيث يُرجى الامتداد.
إنّ وزارة الشؤون الإسلامية، حين تُكرّم اليوم في مضمار الطاقة، فإنها تُثبت -قبل أي شيء- أنّ الرسالة الدعوية إذا ما اقترنت بالحكمة المؤسسية، أصبحت أنموذجًا حيًّا في قيادة التغيير، وأن المؤسسات الدينية ليست بمنأى عن التحوّل الوطني، بل هي في قلبه، وفي صلب رؤيته الطموحة، تشارك بالهدى كما تشارك بالحكمة، وتبني الوعي كما تبني الكفاءة.
لقد أدركت الوزارة، بتوجيه معالي الوزير، أن ترشيد الموارد ليس مجرّد وفورات مالية، بل هو أخلاق إدارية، وسلوك حضاري، وواجب شرعيّ، يُحاكي مقاصد الشريعة في حفظ النعمة، ويستجيب لنداء الوطن في عصرٍ باتت فيه الكفاءة عنوانًا للنجاح، وميزانًا للتميّز.
ويا له من مشهدٍ نبيل، حين يُرى رجلُ الدعوة والإرشاد يتقدّم صفوف المكرّمين في مجال الطاقة، وكأنّما يريد أن يقول -بلسان الحال لا المقال-: الدعوة ليست خطابًا فحسب، بل هي سلوك، والمسجد ليس موئلَ نورٍ إلهي فقط، بل منارةُ وعيٍ إداريّ، وجُزء من نسيج التنمية المتكاملة. وما تكريم الوزارة اليوم، إلا شهادة سامية تُضاف إلى سجلّها المشرف، وتاجٌ يُرصّع جبينها بوسام الإنجاز، ويكتب بمدادٍ من ذهب: هنا وزارةٌ تُحسن الدعوة... وتحسن الإدارة.
تُرشد الناس إلى الله... وترشد الطاقة في بيت الله. فطوبى لمعالي الوزير بهذا المجد المتجدد، وطوبى للوزارة بهذه القيادة السديدة، وطوبى للوطن برجاله الصادقين، الذين لا يرضون إلا بالكمال غاية، وبالتميّز طريقًا، وبخدمة الدين والوطن عنوانًا خالدًا في صفحات التاريخ.
حفظ الله معالي الوزير، وبارك في جهوده، وزاده رفعة وتمكينًا، وجعل من هذه الخطى المباركة مدادًا لإنجازات قادمة، تضيء بها الوزارة سماء الريادة، وتعلو بها في مصافّ الوزارات القدوة في وطن العزّ والمجد.