عبد العزيز الهدلق
ما حققه الهلال من سمعة عالمية لمشروع التطوير الرياضي السعودي، وللكرة السعودية في بطولة كأس العالم للأندية أكبر مما حققه كريستيانو رونالدو منذ مجيئه قبل سنتين ونصف! على الرغم من أن الهلال لم ينل نصف ما ناله رونالدو من مبالغ مالية من أجل هذا الهدف.!
فالمشروع الرياضي السعودي كان على كل لسان في أكبر تجمع كروي عالمي في الولايات المتحدة الأميركية بحضور قيادات ورجالات الفيفا، ونخبة أندية العالم، وكل وسائل الإعلام العالمية.
وما فعله الهلال في الإعلان عن مشروع التطوير الرياضي السعودي وإشهاره عالمياً، هو الأسلوب العلني والتطبيقي الفعال لإشهار المشروع، وإقناع العالم بحقيقته، وجديته، ونجاحه أيضاً. أكثر من مجرد لاعب عالمي ينضم لدورينا مهما كان اسمه وشهرته. فالعالم يريد أن يرى هذا المشروع على أرض الواقع ليقتنع به. وهو ما فعله الهلال.
لذلك، فإن الهلال نجح في إيصال مشروع التطوير الرياضي للعالمية بشكل أكثر نجاعة وإقناعا. ذلك أن انضمام نجم عالمي مثل رونالدو يمكن أن يلفت الأنظار، ويجعل هناك من يتحدث عن مشروعنا الرياضي، ولكن ما فعله الهلال كان عرضاً واقعياً لذلك المشروع.
لذلك فتجربة الهلال العالمية يجب أن يتم دعمها، ورعايتها، وتعظيمها، وإعلاء بنائها، فإذا كان الهلال قد تفوق على ريال مدريد بطل أبطال العالم وسالزبورغ أحد فرق الشامبيونز ليق الأوروبي، وهزم بطل المكسيك وتأهل لدور الـ 16 عقب البطولة وأصبح ضمن أفضل 16 فريقاً كروياً في العالم، فإنه مستقبلاً إذا حظي بالدعم المطلوب فسيقترب أكثر، ويتجاوز مرحلة ثمن النهائي العالمي إلى ربع النهائي ونصف النهائي، وربما نراه بطلاً للعالم.
فالهلال اليوم يقف بشموخ كواجهة جميلة وبراقة للكرة السعودية، ولمشروع التطوير الرياضي الوطني. وينبغي أن يحظى بالدعم الذي يُمكّنه من بلوغ تلك الغايات الكبرى للكرة السعودية، فالهلال بما حققه من نتائج في بطولة كأس العالم للأندية قد قطع أكثر من نصف المشوار نحو قمة الكرة العالمية، ويجب أن يكمل المشوار برعايته ودعمه.
وإذا ما تم حصول الهلال على توقيع النجم العالمي ليونيل ميسي هذا الصيف فسيكون ذلك بمثابة خطوة إيجابية وفعالة لدعم واجهة الكرة الكرة السعودية، وممثلها العالمي. وهي خطوة عادلة وفي الاتجاه الصحيح، خصوصاً إذا ما علمنا أن النصر يملك لاعباً عالمياً هو كريستيانو رونالدو، والاتحاد لديه الأسطورة كريم بنزيما، والأهلي كان له ميزة الحصول على عدد أكبر من اللاعبين الأجانب،
وخلال هذا الأسبوع ظهرت أنباء تؤكد تجديد كريستيانو رونالدو عقده مع النصر لما يقارب ملياري ريال لمدة عامين. وقد تضمن عقده التزامات بتغيير ما لا يقل عن (7) لاعبين أجانب حاليين واستبدالهم بسبعة آخرين يختارهم رونالدو، وكذلك تغيير الجهاز الفني الحالي بقيادة الإيطالي بيولي وجميع مساعديه الذين تبقت على عقودهم أكثر من سنتين، واستقطاب جهاز فني جديد يختاره رونالدو. وكل ذلك يرفع فاتورة إعداد النصر للموسم القادم لما يقارب (5) مليارات ريال.
الدلم، من الواجب الذي تفرضه العدالة والمساواة أن تنال أندية الهلال والاتحاد والأهلي دعماً مماثلاً.
فالنصر لا يلعب وحيداً، وليس هو الوحيد المستحوذ عليه، وهو أقل الأندية الثلاثة الأخرى حضوراً وتشريفاً للكرة السعودية في المحافل الدولية. أي أنه يقف في المرتبة الرابعة، مما يجعله يأتي خلفهم في قيمة الدعم، ومع ذلك فالعدل والمساواة مطلوبة. ولا مانع أن يقف مع تلك الأندية في قيمة الدعم ريالاً بريال، ودولاراً بدولار.
أما أن تنقلب المعادلة ويحظى النصر بالدعم الهائل، والأندية الأخرى يكتفى دعمها بالقليل فهذا حيف وميل.!
والمتابع للنصر منذ بدء مشروع التطوير الرياضي وبرنامج الاستقطاب يجد أنه في كل موسم يتعاقد مع مجموعة لاعبين ثم يبعدهم نهاية الموسم، ويتعاقد مع آخرين، وهكذا، حتى تجاوز عدد ما تعاقد معهم خلال السنوات الثلاث الماضية (15) لاعباً أجنبياً.!
زوايا..
** ذهب الهلال لكأس العالم للأندية بلا دعم، ولا إضافة عناصر أجنبية تعزز صفوفه، ورغم أن نتائجه الكبيرة في دور المجموعات تجاوزت تلك الاحتياجات إلا أن دور الـ 16 أظهر مقدار الاحتياج لتلك العناصر، خصوصاً بعد إصابة سالم واستمرار غياب ميتروفيتش. فلو وفق الهلال بإضافة عناصر نوعية لكانت مواجهته مع مانشستر سيتي أسهل بكثير مما هي عليه بدونهم، ولكن الظروف تكالبت عليه بعدم الدعم و غياب أهم عناصره ثم مقابلته لأقوى فريق في البطولة.
** سئل العالم العربي الشهير أحمد زويل عن أسباب نجاح العلماء في الغرب وعدم نجاحهم في بلاد العرب، فقال الغرب يدعم الناجح ليزداد نجاحاً، فيما العرب تعرقل الناجح ليفشل.!!
** الأسلوب في التعاقد ثم فك التعاقد والهدر المالي لازال مستمراً منذ عشرات السنين، والفارق أن الفواتير كانت تحال في السابق لمحكمة «كاس»، واليوم تذهب في اتجاه آخر.
** الهلال لا يريد دعماً بحجم مبالغ تعاقداتهم! يكفيه حجم ما يدفع عنهم كشروط جزائية مقابل إلغاء العقود فقط.!
** الدعم المرصود للنصر للمشاركة في الموسم المحلي الجديد قارب (5) مليارات ريال، في حين كان دعم الهلال للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية (صفر) من الريالات!!
** في بطولة كأس العالم للأندية اختفت التحديات عن طريق الهلال!
** الذين كانوا يهاجمون المنتخب في كل مناسبة فجأة أصبحوا يجدون له الأعذار عند الخسائر حدث ذلك خلال مشاركته في بطولة الكونكاكاف! معيار دعم المنتخب بالنسبة لهم أو مهاجمته وجود لاعبي الهلال في صفوفه!