فهد المطيويع
مرة أخرى، يثبت الهلال أنه ليس مجرد نادٍ رياضي، بل سفير وطن… بل وأكثر من ذلك. ذهب ممثلًا للمملكة، حاملاً على عاتقه مهمة التشريف ورفع راية البلاد في المحافل الدولية، كما اعتدنا منه دائمًا. فالهلال حينما يحضر، لا يحضر إلا بكبريائه، وتاريخه، وإنجازاته. وقبل كل ذلك، يحضر بروح وطنية خالصة، تضعه في مكانة مختلفة، وتجعله يترك بصمة لا تنسى، مهما كانت التحديات والظروف.
ورغم النقص والغيابات، ورغم قصر فترة الإعداد، أبى الهلال إلا أن يكون حاضرًا كما عهدناه دائمًا. واليوم، نوجّه لهذا «الابن البار» للوطن كلمة شكر من القلب:
شكرًا يا زعيم، وفيت وكفيت، وأوصلت الرسالة بكل فخر وشرف.
وبغضّ النظر عن نتيجة اللقاء أمام مانشستر سيتي، يكفي أن الهلال قاتل بكل شرف، وبسيف مثلوم - لا سامح الله من كان السبب -!
لكن، هل رأيتم الهلال؟ هل شاهدتم روح لاعبيه؟ هل رأيتم ما قدّموه من مستويات مبهرة؟
لك الله يا سالم، ويا ناصر، ويا بونو، ويا حسان.
لك الله يا زعيم، وعلى عطاء لاعبيك الأفذاذ، الذين خطفوا الأنظار، وأصبحوا حديث المتابعين في كل مكان. تخيلوا أن المعلق الإسباني، بعد هدف سالم الدوسري أمام باتشوكا المكسيكي، قال: «هذا هو اللاعب الذي كنا نتحدث عنه قبل قليل، صاحب الهدف الشهير في شباك الأرجنتين»!.
تكررت هذه الإشادات في الصحف والقنوات العالمية، في إشارات واضحة إلى القيمة الكبيرة لهذا الفريق، ولهذا النجم، ولهذه المنظومة. وطبعًا، هناك من لن يسعده هذا التفوق، ولن يرضى عن هذا التألق حتى لو رفع الهلال كأس العالم! هؤلاء البؤساء لن يعترفوا بفوارق المستويات، ولن يقروا بالحقيقة، لكن من حسن الحظ أن من في القمة لا ينشغل بمن في القاع، وهذه سنة الحياة.
في النهاية، الهلال كان هناك، وسيظل هناك… بعيدًا بسنواته الضوئية.
سيبقى دائمًا في المقدمة، ولا عزاء للبؤساء… أبطال التنظير وأبطال المسحات! للهلال المجد ولكم ( الثرثرة) . وكل مسير لما خلق له.