خالد بن عبدالرحمن الذييب
تاريخياً تعتبر الكاتبة البريطانية ماري وولسترنكرافت هي المؤسسة الرئيسية للحركة النسوية من خلال أفكارها في كتابتها «دفاعاً عن حقوق المرأة» الصادر عام 1792م، وبدأت تظهر كحركة عالمية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وركّزت فيها على حقوق المرأة القانونية والسياسية مثل حق التصويت وغيره، ومع نهاية الحرب العالمية الثانية وبدايات الستينيات من القرن الماضي، بدأت الحركة تركّز على المساواة في الحقوق والتعليم وفرص العمل، ومحاربة التمييز بين الجنسين في أماكن العمل والتعليم.
دخلت هذه الحركة على مجتمعاتنا العربية بشكل عام والمجتمع السعودي بشكل خاص من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح الموضوع يُناقش بطريقة غريبة على شكل فريقين فريق الرجال وفريق النساء، وكأن المسألة صراع بين مشجعي الفرق الرياضية، بين برشلونة وريال مدريد على سبيل المثال. ففريق الذكور يستميت بالدفاع عن الذكر والهجوم على الأنثى، وفريق الإناث يستميت بالدفاع عن بنات جنسها والهجوم على أبناء الجنس الآخر.
لست أدري إن كان هناك شيء مقصود أو لا، لكن ما أظنه ظناً أن هناك نتيجة لكل هذا وهي انعدام الثقة بين الطرفين (الرجل والمرأة)، فأصبح الرجل يتهم المرأة بأمور لا يقبلها العقل والعكس صحيح، ولكن ما لا يمكن تجاوزه هو أن نقاشات المنتديات شكّلت وعياً جديداً أدى إلى أجيال أكثر تمرداً، وانفصالاً عن بعضهم البعض.
ما لا ينتبه له البعض أن هذه الأفكار العاطفية في الدفاع عن جنسك سيتبناها أحد أبناء جنسك ويتخذها سلاحاً ضد ابنتك!، بعض الناس لا يعي ما يقول مجرد تجارب شخصية من خلال محيطه الأنثوي يريد أن يسقطها على غيره، وحتى محطيه الأنثوي قد لا يكون له ذنب بخزعبلاته أيضاً.
لا تقلل من فكرة صغيرة أو كلمة في تغريدة حتى ولو كانت مزحة، فالفكرة تنطلق من لسانك إلى عقل آخر وتنطلق نفس الفكرة إلى آخرين.
أخيراً ...
تبدأ الحكاية بين الطرفين بنحن وأنتم...
وتنتهي بجيل متباعد عن بعضه، والسبب... نحن وأنتم.
ما بعد أخيراً...
كل فكرة حتى ولو كانت من باب المزاح ستتطور لتشكل وعياً جديداً.