محمد الخيبري
انتزع الفريق الهلالي نتيجة مباراة ثمن نهائي كأس العالم للأندية من براثن العملاق الانجليزي وحامل لقب بطولة العالم «مانشيستر ستي» بعد فوزه الكثير والكبير والعريض بنتيجة أربعة أهداف مقابل ثلاثة أهداف في مباراة جمعت كل أطراف واتجاهات الإثارة الكروية ..
دخل الهلال اللقاء بكم هائل من النقص بين صفوفه نتيجة إصابة قائده الاسطورة الآسيوية «سالم الدوسري» واصابة مهاجمه الفذ الصربي « الكساندر ميتروفيتش » واصابة قلب الدفاع الصخرة « حسان تمبكتي » بالاضافة لعدم جاهزية بعض النجوم وبأسماء اجنبية ومحلية تعتبر أسماء متواضعة مقابل النجوم الكبار والعالميين في صفوف « المان سيتي » ..
التوقعات والمنطق والواقع والمعقول أجمعوا في ظل الظروف التي يمر بها الهلال بأن النتيجة مجيره للفريق الانجليزي « الكبير جداً » المكتملة صفوفه وجاهزية أبرز نجومه وأن الخسارة هي مسألة وقت وأكثر المتفائلين الهلاليين يتوقعها خسارة بفارق هدف أو هدفين وأغلبية المتابعين توقعوها خسارة ثقيلة وتاريخية لزعيم آسيا وسيدها ..
وعلى الرغم من تقدم الستي بالدقيقة العاشرة وبوقت مبكر ونموذجي عن طريق نجمه وقائده البرتغالي « برنادو سيلفا » إلا أن الهلال استطاع العودة مع مطلع الشوط الثاني واستطاع أن يتقدم ثلاث مرات حينما كان « السيتي » يلحق به إلا بالمرة الثالثة التي كانت ثابتة وموجعة ليترك الهلال ملعب اللقاء متفوق بكل شي وسط ذهول عالمي كبير ..
الهلال في هذه البطولة يتقدم شيئاً فشيئاً في تصنيف الاتحاد الدولي«FIFA» وحصد نجومه الافضلية في كل مباراة يخوضها ويسير بخطاً واثقة نحو لقب البطولة الذي يعتبر بوقت من الأوقات ضرباً من الخيال وأمراً مستحيلاً على الفرق الآسيوية والعربية وحتى الافريقية ..
الهلال جعل من مباراة من أمام « المان سيتي » قمة من قمم كأس العالم للأندية ووجه الاهتمام الإعلامي العالمي لهذه القمة الأشبه بالنهائي المبكر ونال إشادة رئيس الاتحاد الدولي «FIFA»
السيد « جياني انفانتينو » الذي وصف أن ماقدمه « الهلال » في بطولة كأس العالم للأندية أكثر من الأداء الجيد بل أنه استعراض حقيقي لا يليق إلا بأندية الصف الأول عالمياً ..
الهلال حصل على لقب «زعيم العرب» والذي أطلقه عليه رئيس الاتحاد الدولي FIFA»بعد المستويات المميزة الذي قدمها نجومه في مباريات المجموعات والادوار الإقصائية مما يجعلني أن اصفه وبكل فخر بأنه «كبير العالم وان لم يتوج باللقب»..
أيضاً لايمكنني إغفال العمل الفني الذي قام به المدير الفني للهلال السيد «سيميوني إنزاغي» والذي أجبر أحد أهم الأسماء التدريبية بالعالم السيد «بيب غوارديولا» على التراجع لمناطقة في فترات حساسة من اللقاء واجبره التحول في طريقة لعبه مما جعله يتخلى عن أهم اسلحته وفي مقدمتهم النجم النرويجي «ارلينج هالاند» للحد من خطورة الهجوم الهلالي والمحافظة على نتيجة التعادل التي ذهب بها نجم الهلال البرازيلي «ماركوس ليوناردو» ليطير بالهلال للدور الربع النهائي من يطولة كأس العالم ..
فوز الهلال المهم على «المان سيتي» رفع من سقف الطموح والتطلعات حتى بات لقب البطولة مطلب جماهيري مشروع وبات الهلال مرشح لهذا اللقب ومن المؤكد أن المباراة التي ستقام مساء يوم غدٍ لاتقل أهمية عن سابقتها وأن الخطوات للنهائي العالمي لم يتبقى منها إلا خطوتين فقط في الربع النهائي والنصف النهائي..
الهلال كسب ثقة الجميع وكسب دعم وتعاطف المتواجدين بالولايات المتحدة الأمريكية من الجماهير السعودية والجاليات العربية وحتى بعض الجماهير الامريكية والاوروبية..
الهلال بهذا الفوز العالمي حصل على عدة فوائد مالية ومعنوية ولوجستية، واستفاد من الدعم المادي الدولي نظير تخطيه لدور المجموعات والأدوار الإقصائية..
الهلال، بهذا الفوز العالمي مقبل على نقلة نوعية في مرحلة مهمة ينبغي أن يتعامل معها بمنتهى الحذر والجدية والمحافظة على المخزون الهائل من المعنويات المرتفعة لدى النجوم والجماهير..
جميع الأنظار الهلالية والسعودية والخليجية والعربية والآسيوية ستتحد في العاشرة من مساء غدٍ الجمعة بتوقيت «مكة المكرمة» وهو توقيت انطلاق مواجهة الهلال السعودي مع «فلومينينسي البرازيلي» في ربع نهائي بطولة كأس العالم للأندية 2025 متأملين ومتطلعين بأن يقدم نجوم الزعيم الآسيوي المستوى الفني المأمول والذي سيجير نتيجة اللقاء لصالحة لينتقل بكل جدارة لنصف نهائي البطولة..
قشعريرة
بعد نهاية اللقاء ظهر رئيس نادي الهلال الاستاذ «فهد بن نافل» وهو يجهش بالبكاء فرحاً بنتيجة اللقاء في مظهر امتزجت فيه المشاعر بين الفرح والضغوط التي واجهها في الفترة السابقة من انتقادات جماهيرية وإعلامية واسعة..
وأعتقد أن اللحظات العفوية التي عاشها «بن نافل» هي رسالة ضمنية لمن انتقده بالفترة السابقة وبالغ بالانتقاد، حتى قبيل انطلاق المباراة وحول هذا الانتقاد إلى «شخصنة» معه ومحاولة تصيد أخطاء مفتعلة معظمها غير حقيقية..
الأستاذ الخلوق « فهد بن نافل » والذي غالباً مايلتزم الصمت واجه سيلاً من الانتقادات الحادة بعد الخروج من المعترك الآسيوي وخسارة المنافسة بالدوري والخروج من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، والذي لم تشفع له تحقيق بطولة كأس السوبر من الواضح أنه صب جل اهتمامه في بطولة كأس العالم للأندية والتي بات لقبها قريباً من الهلال..
ومن المتوقع أن يذهب الهلال بعيداً جداً في هذه البطولة نظراً للعمل الجاد من الإدارة الهلالية التي عملت على التوازن المنطقي بين العمل الإداري والعمل الفني والظهور الإعلامي والتعامل مع الضغوطات الجماهيرية الاعلامية السابقة، وحولت تلك الضغوطات لدعم حقيقي شاهده الملأ عبر جميع وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي..
وشهدت مباريات الهلال في بطولة كأس العالم للأندية تواجد جماهيري يعتبر الأعلى بالكثافة حيثت تواجدت الجماهير بكل ولاية يذهب لها الفريق الأزرق، وعلى الرغم من التقصير الإعلامي من بعض القنوات والبرامج الرياضية، وسوء التغطية الإعلامية إلا أن بعض المؤثرين بمواقع التواصل الاجتماعي المتواجدين بالأراضي الأمريكية قاموا بالمهمة على أكمل وجه..