محمد العويفير
هناك لحظات لا تُقاس بالثواني، بل تُقاس بما تتركه في القلب من فخر وفي الذاكرة من خلود، ومن بين كل لحظات المجد اختارت كرة القدم أن تنحني احترامًا للهلال حين صعد زعيم القارات إلى قمَّة لا تُطال، وأطاح بعملاق أوروبا مانشستر سيتي في مشهد لا يُكتب إلا بمداد الذهب.
لم يكن الأمر مجرد فوز، بل كان رسالة وطن وحكاية مشروع بدأ منذ سنوات برؤية وإيمان وعزيمة، حتى أصبحت الأندية السعودية اليوم ندًا لا يُستهان به، وأسماؤها تُنطق في أكبر المحافل الرياضية بكل احترام.
الهلال لم يدخل كأس العالم للأندية ليمثِّل نادياً فقط، بل حمل على كتفيه أحلام دولة أرادت أن تستثمر من خلال الرياضة، قاتل وأبدع وتألق حتى أصبح حديث كل من تابع البطولة، فالانتصار على مانشستر سيتي لم يكن ضربة حظ، بل كان حصيلة عمل متكامل واستثمار طويل الأمد في الفكر والموهبة والمنظومة، فالهلال أدار المواجهة بأسلوب وتكتيك لا يقل احترافية عن أكبر أندية أوروبا، مُعلنًا أن زمن «المفاجآت» قد ولَّى، وأن الكرة السعودية جاءت لتبقى.
ما نراه اليوم ليس إلا إحدى ثمار رؤية المملكة 2030 التي وضعت الرياضة في قلب التحوّل الوطني، ووفّرت لها الدعم والبنية والاحتراف الحقيقي، رؤية قادها سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- بوعيٍ أن الرياضة ليست مجرد تسلية، بل قوة ناعمة وصناعة مستقبل وأداة تأثير عالمي.
ما حدث أمام مانشستر سيتي ليس نهاية، بل بداية لمسار جديد، فهذا الفوز سيغيِّر المعايير، ويرفع الطموحات، ويزيد من ثقة الأندية السعودية في مواجهاتها القادمة، كما أنه سيعزِّز مكانة الدوري السعودي عالميًا ويجذب مزيدًا من الأنظار والاستثمارات والنجوم، والأهم من ذلك أنه سيُلهِم الجيل القادم من اللاعبين الذين رأوا بأعينهم أن المستحيل مجرد فكرة، وأن العالمية ليست حكرًا على أحد، فالدوري السعودي وأنديته قبل هذه المباراة لن تكون كما هي لدى العالم بعد المباراة.
رسالتي:
حين تتكلم الأقدام بلغة الوطن، وحين يقاتل الشعار من أجل الزعامة، فاعلم أن ما أمامك ليس مجرد فريق، بل أسطورة اسمها الهلال، ووراءه مشروع اسمه المملكة.
** **
- محلِّل فني