هويدا المرشود
الهلال لا يدخل المباريات الحاسمة بحثًا عن إثبات.
الهلال يدخلها ليعيد ترتيب الهرم.
اليوم يواجه فلامينسي، والفارق ليس في القيمة السوقية، ولا في تاريخ البطولة، بل في شيء واحد:
الاعتياد على اللعب تحت الضغط.
الهلال لا يرتبك من اللحظة الكبيرة، لأنه ببساطة عاشها بما يكفي.
هذا فريق لا يقف في وجه الأسماء، بل في وجه الحالة.
ولهذا تحديدًا، لا يمكن قياس الهلال بـ»أوراق التحليل الفني» وحدها.
أمام مانشستر سيتي، لم يكن الهلال الطرف الأضعف، بل الطرف الأكثر تركيزًا.
الهلال لم يربح فقط بسبب المهارة، بل بسبب هدوء في لحظة الانفجار.
لاعبوه لا يركضون من أجل مجد شخصي، بل من أجل شارة، وقميص، وجمهور يعرف تمامًا كيف يُربّي فريقًا لا ينهار.
فلامينسي خصم قوي، يملك أسماء وتجربة، لكنه لم يواجه فريقًا مثل الهلال مؤخرًا.
فريق يعرف متى يضغط، ومتى ينتظر، ومتى يقتل المباراة دون صراخ.
الهلال لا يعيش اللحظة، بل يصنعها.
وفي البطولة الحالية، هو لا يمثل المملكة فقط، بل يختبر فكرة:
هل يمكن لفريق عربي أن يفرض إيقاعه، لا أن يتأقلم مع إيقاع الآخرين؟
الجواب يتضح اليوم..
لكن ما نعرفه مسبقًا أن الهلال يملك كل شيء:
الخبرة، الشخصية، الذكاء، والقدرة على تحويل اللحظة الحرجة إلى لحظة حسم.
وإن فاز اليوم،
فلا حديث عن مفاجأة.
هذا فريق تعلّم أن يُصلي في عزّ التوتر، وأن يُهاجم في ظل الضجيج، وأن ينتصر وهو يُمسك أعصابه بيد، والمباراة باليد الأخرى.
الهلال لا يطلب الحظ.
بل يصنع المسار.