د.عيد بن حجيج الفايدي
منذ عام (1948م) والشرق الأوسط يعاني من الأزمات والصراعات، وفي كل عقد من الزمن هناك حرب أو أكثر لا تكاد تنتهي حرب إلا وتدخل المنطقة في مشكلة وإعصار جديد له اسم خاص به، ومع اختلاف المسميات والكلمات مثل أزمة أو صراع وعنف واحتلال وتفجير ومفاوضات وتدمير.. حتى وصلت المنطقة في هذا العام إلى حرب جديدة تختلف عن الحروب السابقة، حيث يلحظ أن تلك الحروب كانت بين العرب وإسرائيل وقضية فلسطين هي الأساس، ولم تظهر أيام هذه الحرب. فلسطين كقضية محورية، بل كان التركيز على قضايا أخرى، بينما فلسطين لا تزال هي محور المشكلة.. وعموماً الحرب حدثت بين «إيران وإسرائيل».. وإيران لم تكن بعيدة عن الصراع في المنطقة من خلال أساليب غير مباشرة ووكلاء يديرون الأزمة، وانتهى دورهم بعد خروجهم قسراً من الساحة قبل حدوث هذه الحرب.. وطرفا «حرب عام 2025» تصدر منهم تهديدات معلنة منذ زمن بعيد مع اختلاف مبررات وأهداف.. وتشير المصادر الإخبارية إلى أن خطة الحرب موضوعة على الطاولة منذ عشرين عاماً.. وفرض الذكاء الاصطناعي نفسه من خلال أدواته المختلفة التي برزت في مجالات وميادين كثيرة حتى وصل الآن إلى ميدان المعركة العسكرية.. وتشير التقارير الإخبارية إلى أن له دوراً كبيراً في جمع وتحليل كم هائل من المعلومات التي تجمعت من مصادر طابور من العملاء من جنسيات مختلفة، وطابور من الشركات العاملة في ميدان التقنية. وتمكنت أدوات الذكاء الاصطناعي من تحليل البيانات وتحديد الأهداف بدقة متناهية، وغاب العنصر البشري من الميدان.. لأن ميدان الحرب هنا هو الفضاء الممتد من حيفا غرباً حتى يصل إلى طهران شرقاً.. واستفاد طرفا الحرب من تحليل معلومات ساحة القتال الجوية مع التنبؤ بتحركات الآخر.
وتم استخدام عدد هائل من طائرات بدون طيار لمهمات قتالية مختلفة..
وظهر جلياً الهجوم والدفاع السيبراني لكل طرف لتنفيذ هجمات إلكترونية وتحليل المعلومات من الطائرات بدون طيار وتحديد مساراتها وتحقيق أهدافها، ثم تحليل الصور والبيانات الواردة وتحديد الأهداف والتهديدات المحتملة، وظهرت أساليب إعلامية أو ما يُسمى بحرب الشائعات من خلال نشر مقاطع مرئية غير حقيقية للتأثير على الرأي العام، وهي رسائل غير مباشرة للتأثير النفسي، وحدثت خلال الحرب قوة تدميرية هائلة للقنابل التي أُلقيت من الطائرات الأمريكية أو الصواريخ التي لها أسماء وأحجام مختلفة، وهذه الحرب ستبقى لفترة طويلة ميداناً للدراسة والتحقيق لكل مراكز الدراسات في كل المجالات، وبرز دور الذكاء الاصطناعي في ميدان الحرب مما يفرض على الكليات العسكرية إعادة النظر في مناهجها وتخصصاتها والخطط التدريبية، لفتح المجال للذكاء الاصطناعي العسكري، وتشيع مراكز الأبحاث وشركات تقنية المعلومات من التركيز على تطبيقات تقنية تستفيد من الجوانب الإيجابية والحد من الآثار السلبية لدخول الذكاء الاصطناعي ميدان الحروب والقتال الحديثة التي أصبحت حرباً تدار عن بعد عبر التقنية، فهي حرب بلا بشر.