صيغة الشمري
كثيرون يختارون الجهة الخطأ.. المنصة غير الملائمة لتسويق علاماتهم التجارية، مع أنها النقطة الأهم في عالم التسويق الرقمي، حيث أصبح التعاون مع المؤثرين أداة فعالة لبناء زيادة المبيعات وكسب ثقة العملاء في أسرع وقت، وبالتالي يكون من غير المناسب التركيز على عدد المتابعين دون التحقق من طبيعة الجمهور المستهدف، ومدى ملاءمته لتقديم المنتج أو الخدمة المعنية.
وبما أن التسويق علم وفن في نفس الوقت، فينبغي على أصحاب المشاريع -صغيرة كانت أو كبيرة- اختيار المؤثر المناسب لأن الشراكات مع المؤثر دون انتقاء لا تصنع النجاح، لذلك يجب أن يكون الأمر مدروساً بعناية ليصل المنتج إلى الفئة الصحيحة التي تملك الرغبة والقدرة على الشراء.
وعلى سبيل المثال، أذكر أن صديقة لي تمتلك مشروعاً لبيع المجوهرات، وقررت تسويق منتجاتها من خلال التعاون مع مؤثر يتمتع بشهرة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وله عدد كبير من المتابعين، لكنها لم تنتبه إلى أن معظم متابعيه من ذوي الظروف الخاصة والدخل المحدود. وعندما انطلقت الحملة الإعلانية، تلقت المنشورات تفاعلاً كبيراً وإعجاباً واسعاً، لكن دون أي مبيعات تذكر على الرغم من أن الجمهور المستهدف كان معجباً بالمنتجات لكنه غير قادر على اقتنائها بسبب أسعارها التي تتجاوز إمكانياتهم المادية، وفوق ذلك انهالت عليها طلبات المساعدة من المشتركات في المنصة من ذوات الظروف والحالات الحرجة، ولم تدر ماذا تفعل. وصديقتي هذه -مثل غيرها كُثر- كانت تعتقد أن ارتفاع عدد المتابعين وحده كفيل بتحقيق النجاح، لكنها اكتشفت متأخرة أن نجاح التسويق عبر المؤثرين لا يقاس بعدد المشاهدات أو الاعجابات، بل بمدى وصول المنتج إلى الفئة المستهدفة فعلاً. ولو أنها تعاونت مع مؤثر يتابعه أشخاص مهتمون بالموضة والمجوهرات ولديهم قدرة شرائية تناسب أسعار منتجاتها، لكانت النتيجة مختلفة تماماً.
ونستخلص من المثال السابق أن العبرة ليست بكثرة المتابعين، إنما بمدى مناسبتهم لمنتجاتك، فأحياناً قد يكون المؤثر ذا متابعين قليلين لكنهم قادرين على صنع الفارق لعلامتك التجارية أو منتجك، عكس المؤثر صاحب الملايين ممن لا يتناسب جمهوره مع المنتج.
وهنا يجوز القول إن المسألة تتجاوز الشهرة وتصل إلى العمق، إلى فهم دقيق لمن هو العميل المثالي وما هي اهتماماته وما المنصات التي يستخدمها ومن هم المؤثرون الذين يتابعهم، لذلك من الحكمة دراسة تركيبة الجمهور قبل توقيع أي عقد شراكة على مختلف المنصات والمؤثرين.