د.نايف الحمد
بشموخ الكبار؛ غادر الزعيم الهلالي كأس العالم للأندية، بعد أن ترك بصمة لا تُنسى، وسطّر مجدًا عظيمًا ستحفظه صفحات التاريخ وتردده أجيال من العاشقين، وستتذكره جماهير الكرة العالمية في كل مكان.
رغم أن الموج الأزرق ذهب يشكو ما واجهه في موسمه، وبلغ الإحباط مبلغه بدخوله البطولة دون دعم بأي عنصر أجنبي؛ إلا أنه لم يستسلم لواقعه، بل انتفض وأظهر تلك الروح العظيمة التي لطالما حضرت في مواعيده الكبرى.. ومع بداية البطولة، أحدث دويًا هائلًا كان ضحيته الريال العريق، عندما واجهه في افتتاحية مجموعته؛ فخلط الأوراق، وأجبره على الخروج بالتعادل مع أفضلية واضحة لأبناء الصحراء، ما جعل المتابعين يستيقظون على واقع جديد، وفجرٍ جديد فرضه إبداع وتألق زعيم نصف الأرض وفخر الكرة العربية.
واصل الزعيم العالمي جموحه، ورافق ريال مدريد الإسباني إلى دور الـ16 عن مجموعته، بعد أن تعادل مع البطل النمساوي سالزبورغ، وتجاوز باتشوكا المكسيكي بطل أمريكا الشمالية، فارضًا سطوته، مُحمّلًا بالإشادة والاستحقاق، كممثّل وحيد للعرب وآسيا في هذا الدور.
لكن ما حدث في دور الـ16، حين واجه أقوى فرق العالم وأكثرها إبداعًا وإنجازات في السنوات العشر الأخيرة، البطل الإنجليزي وحامل لقب كأس العالم «مانشستر سيتي»، كان زلزالًا مرعبًا أطاح بعروش ملوك الكرة، وغيّر من موازين القوى، وأحدث لغطًا كبيرًا في أوساط البطولة ومتابعيها، حين هزمه الهلال برباعية عريضة، تردّد صداها في كل دوائر كرة القدم العالمية، الرسمية والشعبية، وجعلت من الهلال اسمًا يتردد على كل لسان.
في لقاء الهلال الأخير في دور الـ8، واجه بطل أمريكا الجنوبية «فلومينينسي» البرازيلي، وقد بلغ الإرهاق من هذا الفريق البطل مبلغه، إضافة إلى افتقاده عددًا من عناصره الأساسية، أمثال ميتروفيتش الذي لم يشارك في أي مواجهة، وكذلك الأسطورة سالم، والمدافع المتألق حسان، حيث توقفت مشاركتهما عند دور المجموعات.. ومع ذلك، فقد كافح الفريق وناضل، وكان الطرف الأفضل في المباراة، لكنها لم تُكتب للهلال.. ولن نغفل ما تعرّض له الهلال من ظلمٍ تحكيمي فاضح، تحدّثت عنه وسائل الإعلام الغربية في دور الـ16 والـ8.
نقطة آخر السطر
شكرًا من الأعماق، نقولها لنجوم الهلال ومدربهم الإيطالي «إنزاغي»؛ فقد أظهروا شجاعة كبيرة وهم يقارعون أعتى فرق العالم، بل ويتفوقون عليهم، وجعلوا مهمة من سيأتي من بعدهم من الفرق العربية والآسيوية صعبة.
سيذكر التاريخ أن فريقًا عربيًا اسمه الهلال شارك في أول نسخة لكأس العالم الجديدة، ومع ظهور هذا البطل، بدأ عصرٌ جديد لكرة القدم العالمية.