رمضان جريدي العنزي
شتان بين من يثق بنفسه وبين من لا يثق فيها، فالأول لديه الهمة والشجاعة والإقدام، فيشق طريقه نحو الوصول إلى غاياته وأمنياته وتطلعاته، والثاني كثير التردد والإحجام والتخوف من الفشل والنكوص، فيبقى بعيداً عن الفوز والنجاح وتحقيق الأماني والتطلعات، إن الثقة بالنفس مفتاح النجاح والفوز والتقدم، والثقة بالنفس تعني الإرادة الصلبة، ورباطة الجأش والتصميم على تحقيق ما في النفس، بعيداً عن التذبذب والارتخاء والاهتزاز، أعرف رجلاً عاش الإعاقة منذ ريعان شبابه نتيجة حادث مروري شنيع أنجاه الله منه، لكنه لم يستسلم للإعاقة ولم ييأس ولم يصبه الإحباط والانكسار والخور، لقد حول هذا الرجل إعاقته إلى مشاريع عمل بعد أن أكمل دراسته حتى حصل على أعلى الدرجات العلمية، لم يكتف بالوظيفة الحكومية بل تطلع إلى ما هو أكبر من ذلك، لقد امتلك السجايا والمزايا والإرادة وحولها إلى مقومات حقيقية في الإنتاج والإبداع، لقد اجتاز الإعاقة بنجاح تام، بعد أن وثق بنفسه وشكيمته وعزمه وقوة إرادته، لقد اعتمد بعد الله على نفسه، واعتباره لذاته وقدراته، لقد حدد أهدافه بواقعية، ومارسها برعاية ذاتية، وتجاهل كل نقد غير هادف ولا بناء، لفظ الفشل وابتعد عنه، وتخلص من المشاعر السلبية، وآمن بقدراته وإمكاناته، وتغلب على الصعوبات المختلفة، وانطلق نحو تحقيق الأهداف، حتى آل إلى ما آل إليه من تحقيق الطموحات والأماني والأحلام، وأصبح رمزاً للجد والاجتهاد والمثابرة والنجاح، عندما يؤمن الإنسان بأهدافه وقدراته وقرارته وإمكاناته وقبل كل شيء بذاته، بعيداً عن الخوف والقلق وتهويل الأمور، فإنه حتماً سيفوز وينجح، قال بشار بن برد:
وعيرني الأعداء والعيب فيهم
وليس بعار أن يقال ضرير
إذا أبصر المرء المروءة والتقى
فإن عمى العينين ليس يضير