عبدالله سعد الغانم
{إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} بهذا البيان القرآني إخبارٌ وبشرى، إخبارٌ بأنَّ هذه الحياة الدنيا التي نعيشها تكثر فيها الأكدار وتتعسَّر فيه بعض الأمور وهذه من طبيعتها؛ لأننا في دار بلاءٍ واختبارٍ ويلزمنا أن نتكيَّف معها ونصبر ونجتهد ونجاهد لتحويل ما تعسَّر علينا إلى يسرٍ ولن يكون ذلك إلا بعد الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «استعنْ بالله ولا تعجز» وإنك لتعجب أشد العجب حينما ترى شخصًا أُغلقت في وجهه أبواب الدنيا ويستسلم لليأس والقنوط فيهاجمه الحزنُ بجيوشه خاسرًا معركته مع ظروف الحياة التي يمرُّ به كلُّ أحد عاش فيها سواء كان غنيًا أو فقيرًا كبيرًا أو صغيرًا رئيسًا أو مرؤوسًا غافلاً أو ناسيًا أنَّ هناك ربَّاً معينًا ونصيرًا كريمًا رحيمًا يبتلي عبده ليقرِّبه إليه يبتلي عبده ليسمع صوته يبتلي عبده ليلجأ إليه قبل أن يلجأ إلى المخلوقين الضعفاء الذين أمرهم بيد الله، إذْ بعد لجوئه إلى ربه وحسن ظنه به جلَّ وعزَّ مع صدقةٍ وإحسانٍ فإنه سبحانه قادرٌ أن يسخِّر له هؤلاء المخلوقين فيتحول عسرُهُ إلى يُسرٍ وينقلبُ همُّهُ إلى فرجٍ ويحلُّ في مغانيه الفرح والأُنس.
ما بعد عُسْرٍ سوى يُسْرٍ وتسهيلِ
فاقربْ من اللهِ في ذِكْرٍ وتهليلِ
وأحسنِ الظنَّ بالرحمنِ مُبتهلاً
إليه تدعو بإخباتٍ وتبتيلِ
واجعلْ كفوفك بالإحسانِ تبسطها
على المحاويجِ في حُبٍّ وتأميلِ
هذي الحياةُ بلاءاتٌ ومُختبَرٌ
فلنزمِ الصبرَ في دنيا الأهاويلِ
** **
تمير - سدير