فؤاد بن عبدالله الحمد
في قلب الجزيرة العربية، حيث الصحراء تلفحها الشمس وتهمس رمالها بأسرار التاريخ، وُلدت شخصية فريدة صاغتها التحديات، وصقلتها القيم.
شخصية متفردة، جمعت بين الأصالة والتقدم، بين الاعتزاز بالماضي، وتطلع للمستقبل.
الشخصية السعودية اليوم ليست مجرد انعكاس لموروث محلي، بل هي مزيج نادر من الأصالة والمعاصرة، جعلها محط إعجاب العالم واهتمامه المتزايد.
يمتد عمق الشخصية السعودية من الإرث العربي الأصيل، حين كان الكرم فطرة، والشجاعة طبعاً، والمروءة سلوكاً. فابن الصحراء، بطبيعته، كان مضطراً لأن يكون حكيماً في قراراته، كريماً في عطائه، صبوراً أمام شظف العيش، ومقداماً عند الشدائد. ومع مرور القرون، لم تنطفئ جذوة هذه الصفات، بل تجذّرت في الروح السعودية، وتجلّت في المواقف، والملامح، والتصرفات.
وما أن أُسست المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- حتى بدأ تشكّل الشخصية السعودية الحديثة: ذلك الإنسان الذي حمل راية التوحيد في يد، والمستقبل في اليد الأخرى. شخصية تتسم بالثقة دون غرور، والحزم دون قسوة، والانفتاح دون ذوبان. شخصية تقرأ التاريخ، وتكتب الحاضر، وتُخطط للمستقبل.
وقد أثبت المواطن السعودي -في الداخل والخارج- أنه سفير لقيم بلاده. نراه في المحافل الدولية يقدّم صورة مشرفة عن شعبه، في مظهره، ومنطقه، وتعامله. شخصيته تجمع بين البساطة في الهيبة، والرزانة في الحوار، والإخلاص في العمل. لذلك لا عجب أن تبهر هذه الشخصية أنظار العالم، وتثير احترام الشعوب. إن ما يميز الشخصية السعودية هو اتزانها بين العراقة والتحديث. فهي مشبعة بهوية عربية إسلامية راسخة، وفي الوقت ذاته منفتحة على التغيير والتقدم، ما جعلها نموذجاً ملهماً في عالم يبحث عن التوازن بين الأصالة والتطور.
وفي الختام، فإن الشخصية السعودية ليست مجرد صورة لابن البادية، ولا هي فقط هندام وملامح، بل هي مرآة لعقيدة، وثقافة، وتاريخ عريق ممتد. هي قصة شعب لم تنل منه قسوة الصحراء، بل قوّته، ولا أذلته التحديات، بل رفعت قامته. ولهذا، سيظل ابن السعودية محط إعجاب العالم... لأنه باختصار، ابن المجد والعز، وسليل حضارة لم تنكسر.