فهد المطيويع
.. فبعد أن ودّع الهلال بطولة كأس العالم للأندية ظلماً وبهتانًا على يد الحكم الهولندي داني ماكيلي، خرجت بعض الجماهير -تحديدًا من نطلق عليهم «المسياريين»- يحتفلون وكأنهم من أطاحوا بالزعيم! كانوا أكثر الناس فرحًا وسرورًا بهذا الخروج، لا لأنهم يعشقون اللعبة أو يقدّرون التنافس الشريف، بل لأن الهلال ضغطهم نفسيًا ورياضيًا بأدائه الخرافي والمشرف أمام أنظار العالم.
ومن الطبيعي أن نتفهم هذا الفرح الطفولي؛ فخروج الهلال يعني - بالنسبة لهم - توقف الإبداع، وهي استراحة محارب لطالما أرهقهم حضوره الطاغي، وصدارة مشهده الرياضي. إنهم يدركون في قرارة أنفسهم أن الاقتراب من مكانة الهلال يتطلّب رحلة طويلة، ومشروعًا حقيقيًا، ورؤية واضحة، وهي أمور غائبة تمامًا عن واقعهم.
ولذلك، يلجؤون إلى الطريق الأسهل: الإسقاط على الهلال في كل شاردة وواردة، لا تخطيط، لا تطوير، لا مشروع… فقط ضجيج إعلامي وشماتة رقمية؛ فهم لا يجيدون إلا الهروب من المسؤولية، والاختباء خلف شاشاتهم.
فرغم كل الإحباطات، استطاع الهلال أن يقدم المشروع الرياضي السعودي للعالم من خلال هذه البطولة، فلم يكن مجرد ممثل، بل سفيرًا حقيقيًا أظهر حجم التطور في كرة القدم السعودية، وعرف العالم على هوية الدوري المحلي، وما يملكه من قدرات فنية وتنظيمية واقتصادية ، لقد تحدثت عنه الصحف والبرامج من أوروبا إلى أمريكا الجنوبية، ومن آسيا إلى أفريقيا، وبمختلف اللغات. ليس لأن هناك حملة علاقات عامة، بل لأن ما قدّمه الهلال يُفرض احترامه على الجميع، ولم يكن ذلك النجاح صدفة؛ بل ثمرة عمل مؤسسي طويل الأمد، واستثمار رياضي ذكي، ودعم غير محدود من القيادة الرشيدة، إلى جانب إدارة تعرف ما تريد، وتعمل بمهنية.
المؤسف أن البعض لا يملك مشروعًا، ولا حتى إدارة مؤهلة، ولذلك يلجأ إلى أسهل وسيلة للهروب من الفشل: الشتم والسخرية. فهم لا يعرفون طريق النجاح، ولا يتحمّلون مشقته، لذلك اختصروا الطريق الطويل بالمهارات و»التريندات « أما الهلال، فقدَّم نموذجًا رياضيًا متكاملًا، حمل راية الوطن، وشرّف الكرة السعودية بأدائه، وأثبت للعالم أن لدينا دوريًا يستحق الاحترام، وناديًا يفهم معنى المشاركة بشرف والتمثيل بمسؤولية.
في الختام نقول: إن الهلال لا ينتظر شهادات من أحد، ولا تُعنيه شماتة من هم دونه. فالزعيم نادٍ له تاريخه، ومشروعه، وحضوره المحلي والقاري والعالمي. نادٍ لا يتحدث فقط بل ينجز ويبهر.
أما الآخرون، فليس أمامهم إلا ملاعب «النوافذ الرقمية»، يُغردون فيها بألم، ويتقاذفون التبريرات، ويُسقطون فشلهم على من سبقهم بأميال. وصدق من قال:
إذا لم تستطع مجاراتهم.. فاشتمهم!
(معليش) تحملوا الهلال الذي يثبت كل مرة أن العالمية صعبة قوية يالمسياريين !