عبدالمحسن بن علي المطلق
حين وصلتني من رطيب النصح، جليل التوجيهات (الدكتور زيد الرماني) لبناته الوثيرة حجما النفيسة قدرا هنّ «من» عُـمّـار هذه - صفحة (وجهات نظر) هذه السطور:
(لا تقترب فتحترق.
في بعض العلاقات كن حذراً من الاقتراب الزائد.. فبعض ذاك الاقتراب احتراق..!
وحتى لا تحترق باقترابك:
تعرّف على الشخص المقابل:
طبيعته، ونفسيته، وطريقته في التعامل، ومبادئه في الحياة،
واستقراره النفسي،
ثم ابدأ ببناء العلاقة بهدوء.
وتدرج بعلاقتك من:
معرفة إلى صديق، ثم أخ..)
ما شجعني للمّ نقاط. عساها تتفق وما وردني منه، بالتالي/ كثير من الناس هو في «هالة» عندك، وربما تلفاه بمقام أمين، هنا إشارة مهمّة.. وهو في رسم اللفظة ما قد يغيّر المعنى، ففي (آمين) - بالمدّ- هي اداة دُعاء، أي «يا رب استجب» لكن هو مثلك (له عيوب..) فلا تصل معه إلى أن تقع عليها، وإن وقعت.. فاسترها، ونبهه شرط ألا تثقل عليه، بالذات إن كانت تلكم من طبيعته- مما ليس باليد تغييرها.. -، مثل من إذا تكلّم يتكلّم بـ(صوت مُرتفع) كذا تعوّد، أو ذاك الذي عنده (لزمة).. معيّنة
فإن لم تكن تمسّ الدين أو تُخالف الأعراف فغضّ طرف تدقيقك عنه، بل لتستريح ولا تخسره أدرجها تحت بند (ليس أحد متكاملا) إلا فافعل، وإلا/ بقيت في الزمان بلا صديق!
أيضا يقول الشاعر في لين الجانب وحسن التعامل:
إذا رافقت قوماً أهل ودٍ
فكن لهم كذي الرحم الشفيق
ولا تأخذ بزلة كل قوم
فتبقى في الزمان بلا رفيق
والمعنى هذا تداوله أهل الحِكمة قبل الشعراء
و(يا للمفارقة)..!
فهذه الزاوية القاتم نورها حتى تقترب تجدها بمن تُرشّح لك من أخواتك- مثلاً- لتكون شريك المستقبل.
وما أن تتزوجها إلا وربما أشهر قليلة وجدت من أحد أخواتك لموقف ما وهي ممن مدحنها لك تسرد عليك عيوبا بها.
وهذا نتاج عشرة، تذكرت مقولة (لا تصاحب أحداً إلا بعد تجربة)!
ولكن هناك جانب يقال فيه «حبّذا تعديله»، مما يصدر غالبه بلا قصد..
إذ كثيرون يغفلون عن تسميات تُطلق وفي نتاجها حساسية خفيّة.. داخل المعنيين مثل القادمين للعمل.. عندنا فالأولى بحقهم الذي علينا وصفهم (شركاءنا) في النهضة، لا عمال ولا أجانب ولا حتى ضيوف!
وبمناسبة (الحساسية).. التحسس من مقولة معينة أو وصف، فلا ننس جملة (ذي الاحتياجات الخاصة)- وكان يطلق عليهم ما هو أثقل لفظة المعوّقين!- والحمد لله اليوم ينادون بما همُ له أهلا (ذوي الهمم)، وغالبهم والله هو كذلك، كذلك عامل النظافة وكان ينادى بالزبال!، عجباً..!، وقد عقّب أحد المربين على ابنه يوم ناداه بـ... وهو يعظه (نحن أصحاب الزبالة)..!
والملاحظ بجانب هذا الغرض يطول سردها، أو بالأصح تُطيل من المادة، فيما قصدي أن تكون- المادة- هذه طعوم تذوّقٍ، لا طعام إشباع..