د.عبدالعزيز الجار الله
جمع مشروع أمالا، وهو ضمن مشروع شركة البحر الأحمر الدولية، وداخل نطاق محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية في تبوك، جمع بين بيئات طبيعية متباينة: مياه البحر الأحمر، والشواطئ الرملية، وسهل تهامة الضيق، وجبال مدين الشاهقة، وصحراء الشمالية الغربية التي تقع داخلها مدينة ومشروع أمالا. والتنقّل بين هذه البيئات هو متعة سياحية، وطبيعة جغرافية نادرة نتيجة تقارب وتداخل هذه التكوينات الجيومورفولوجيا التي لا تظهر في المملكة إلا عندما يتضاءل سهل تهامة ويلتقي البحر بالجبل، ووقت موسم الأمطار يصبح المنظر مختلفاً بحيث ينقلب المشهد إلى شلالات تطل على الشواطئ من الشرق، ثم تجري الأمطار هادرة لتغوص في زبد وأملاح البحر، وسط هذه التكوينات المتصالحة جاءت دراسة حديثة مضمونها:
كشفت شركة البحر الأحمر الدولية، أحد المشاريع الرئيسة لرؤية السعودية 2030، كذلك أحد المشاريع الـ(5) الكبرى، كشفت الشركة في 06 يوليو 2025م، عن نتائج الدراسات الشاملة التي أجرتها للبيئة البرية في المملكة، وتسلّط الضوء على اكتشافات علمية مهمة، التي ستضع معايير جديدة للتنمية المستدامة في قطاع السياحة البيئية. وتأتي هذه النتائج ضمن التزام الشركة بحماية التنوع الحيوي وتعزيز التنمية البيئية المتكاملة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، في وقت تتسارع فيه وتيرة تنفيذ مشاريعها السياحية الرائدة على سواحل البحر الأحمر.
فجاءت الدراسة على النحو التالي والتي منها:
- أصدرت شركة البحر الأحمر الدولية التقرير بعنوان «حالة الحياة الفطرية البرية في منطقة البحر الأحمر» في 2025م، وذلك بالتعاون مع مركز أبحاث التنوع الحيوي والموارد الجينية (BIOPOLIS/CIBIO) التابع لجامعة بورتو في البرتغال.
- الدراسة الميدانية شملت تحديد الموائل البيئية البرية باستخدام نظام المعلومات الجغرافية بدقة مكانية (100 متر × 100 متر)، وإجراء المسوحات الميدانية للتوزيعات المكانية للأنواع النباتية والحيوانية في أكثر من 120 موقعًا تمتد على مساحة تتجاوز 13 ألف كيلومتر مربع.
- تشمل الكثبان الرملية، والجزر الساحلية، والحقول البركانية، والأراضي الرطبة، وغابات المانغروف، والنظم البيئية الجبلية، والأودية.
- وخلال عمليات المسح الميداني، تمكَّن فريق «البحر الأحمر الدولية» من رصد (375) نوعًا حيوانيًا، وأكثر من (200) نوع نباتي، وعدد من هذه الأنواع يُرجّح أنها جديدة على المجتمع العلمي، ولم تُوثّق أو تُسجل علميًا من قبل، ومن بين أبرز الاكتشافات نوع جديد من العقرب الحفّار العربي، إضافة إلى نوعين من الزواحف إلى جانب إحدى الثدييات الصغيرة من فصيلة العَضَل، وهي قيد التحليلات الجينية.
- كشف التقرير عن تحديد 11 منطقة رئيسية للتنوع الحيوي على المستوى المحلي لمنطقة البحر الأحمر، وهي مواقع ذات أهمية استثنائية تم تحديدها وتصنيفها وفق معايير الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، نظرًا لدورها المهم في دعم استدامة التنوع الحيوي على المستويات العالمية والإقليمية والمحلية.
- أكد الرئيس التنفيذي لشركة «البحر الأحمر الدولية» جون باغانو، أن هذا التقرير يشكِّل خطوة متقدمة في مسيرة البحر الأحمر الدولية المتواصلة نحو حماية وتعزيز النظم البيئية والمناظر الطبيعية الفريدة في منطقتنا.
- وذكر باغانو، أن هذا العمل الميداني يُعد ركيزة أساسية في تحقيق التزام الشركة الطموح بتحقيق صافي مردود حفظ بنسبة (30 %) بحلول عام (2040)،
أي أن المنطقة سوف تضم بحلول عام (2040) موائل أكثر وفرة أو ذات جودة بيئية أعلى مقارنةً بما كانت عليه قبل انطلاق أعمال التطوير.