محمد الخيبري
ودّع الهلال بطولة كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة الأمريكية، إثر خسارته أمام بطل أمريكا الجنوبية، فلومينينسي البرازيلي، بهدفين لهدف في مباراة اتسمت بالندية والإثارة حتى الرمق الأخير. ورغم مرارة الخروج، إلا أن الهلال ترك بصمة قوية وأثبت أنه قادر على منافسة كبار الأندية العالمية، ليخرج من البطولة بشرف الأداء وعزيمة المقاتل وبمعركة كروية تليق بالحدث العالمي.
لم تكن مشاركة الهلال في مونديال الأندية 2025 مجرد مشاركة عابرة؛ لقد كانت فرصة لإظهار مدى التطور الكبير الذي شهدته الكرة السعودية بشكل عام، والهلال على وجه الخصوص. الفريق الأزرق، بأسلوب لعبه الهجومي وروح لاعبيه القتالية، استطاع أن يفرض نفسه كخصم عنيد أمام بطل قارة عريقة مثل أمريكا الجنوبية وأبطال أوروبا. ولم تكن مباراة الهلال وفلومينينسي مجرد مواجهة عادية، بل كانت معركة كروية حقيقية عكست الفارق البسيط في الخبرات الدولية بين فريقين يمتلكان طموحات كبيرة.
دخل الهلال اللقاء بتركيز عالٍ ورغبة واضحة في تحقيق إنجاز جديد، مقدماً أداءً تكتيكياً منظماً وشجاعة هجومية أربكت دفاعات الفريق البرازيلي في أكثر من مناسبة.
تلقى الهلال هدفين من فلومينينسي، لكنه لم يستسلم قط. روح القتال التي يتميز بها الزعيم كانت واضحة على أرض الملعب، حيث استمر اللاعبون في الضغط ومحاولة العودة للمباراة وقد أثمر هذا الإصرار عن العودة للمباراة وتسجيل هدف التعادل الذي أعاد الأمل للجماهير الهلالية التي احتشدت لدعم فريقها.. الدقائق الأخيرة شهدت محاولات يائسة للتعديل بعد تقدم الفريق البرازيلي بهدفين أظهرت مدى رغبة الفريق في التمسك بفرصة التأهل، حتى صافرة النهاية التي أعلنت عن نهاية المشوار.
الخروج من البطولة، وإن كان محبطاً للجماهير، إلا أنه يحمل في طياته دروساً قيمة للهلال أهمها البصمة الفنية الواضحة التي تركها الهلال ليضع نفسه ضمن أهم الأندية بالعالم متربعاً على المركز السابع عالمياً ومتفوقاً على فرق عالمية كبيرة خرجت معه من نفس الدور أو سبقته بالخروج من بداية الأدوار الإقصائية.
مواجهة أندية بحجم فلومينينسي البرازيلي ومانشيستر الإنجليزي بالأدوار الإقصائية وريال مدريد الإسباني وباتشوكا الميكسيكي في دور المجموعات تمنح الفريق خبرة دولية لا تقدَّر بثمن، وتكشف عن نقاط القوة التي يجب البناء عليها، ونقاط الضعف التي تحتاج إلى معالجة.
لقد أثبت الهلال في هذه البطولة أنه لم يعد مجرد فريق محلي أو آسيوي قوي، بل بات رقماً صعباً على الساحة العالمية، قادراً على مجاراة أفضل الأندية. الأداء المشرِّف أمام فلومينينسي يؤكد أن الهلال يسير في الاتجاه الصحيح نحو العالمية، وأن المشاركات المستقبلية في هذه البطولة ستكون فرصة لتحقيق إنجازات أكبر.
لا بد من الإشادة بالجماهير الهلالية التي رافقت فريقها وزحفت وراءه في أكثر من مدينة وولاية ودعمته بمعنويات مرتفعة وبحماس منقطع النظير واستقبلته بالحب والانتماء وودعته بالفخر والإشادة.. هذا الدعم المتواصل يعكس الالتفاف الكبير حول النادي ويمنح اللاعبين دافعاً إضافياً لتقديم أفضل ما لديهم وهو ما تحقق في أهم وأقوى المواجهات ومن أمام أعتى الفرق الأوروبية. بينما يعود الهلال إلى المملكة العربية السعودية، فإنه يعود حاملاً معه فخر التمثيل المشرِّف للكرة السعودية والعربية والآسيوية.
الهزيمة أمام فلومينينسي كانت بطعم الفخر، لأنها جاءت بعد أداء رجولي وعزيمة لم تلن وهو ما جسدته الجماهير الهلالية في ردود أفعالها في الأراضي الأمريكية ومواقع التواصل الاجتماعي.
قشعريرة
ظهرت بعض التقارير الصحفية والتصاريح الإعلامية في بعض وسائل الإعلام العربية خاصة بعد خروج الهلال من كأس العالم للأندية 2025، تشير إلى أن هناك تدبيرًا أو تلاعبًا بنتائج المباريات لأسباب تتعلَّق بالمراهنات أو الرعايات.
هذه التقارير، التي نقلتها بعض المصادر الصحفية، تستند بشكل أساسي إلى تصريحات أو آراء محللين أو إعلاميين، التي أشارت إلى تأثر شركات المراهنات زُعم أن فوز الهلال على مانشستر سيتي في دور الـ16 كان مفاجأة كبيرة وأثَّر سلبًا على شركات المراهنات التي كانت تتوقَّع فوز السيتي، وهو ما قد يكون دافعًا للتدخل.
وتحدثت بعض المصادر عن عقد اجتماعات بين مسؤولين في (الفيفا) وشركات المراهنات والرعاة بعد مباراة الهلال ومانشستر سيتي. وأشار البعض إلى وجود أخطاء تحكيمية في مباراة الهلال وفلومينينسي، والتي زعموا أنها أثرت على سير المباراة وكانت متعمدة.
من المهم جدًا الإشارة إلى أنه حتى الآن، لا توجد أي إثباتات رسمية أو تحقيقات معلنة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أو أي جهة رياضية دولية ذات صلاحية تدعم هذه الادعاءات. هذه التقارير تبقى ضمن نطاق التكهنات، التحليلات، أو الاتهامات غير المدعومة بأدلة قاطعة من جهات رسمية.
في عالم كرة القدم، وخاصة في البطولات الكبرى التي تدر ملايين الدولارات من الرعاية والمراهنات، تظهر أحيانًا شائعات أو اتهامات بالتلاعب بالنتائج ومع ذلك، فإن إثبات هذه الاتهامات يتطلب تحقيقات معمقة وأدلة دامغة، وهو ما لم يتم تقديمه بشكل رسمي حتى الآن بخصوص خروج الهلال.