محمد العويفير
منذ أن تولّى فهد بن نافل رئاسة نادي الهلال في منتصف عام 2019 وهو حاضر في قلب النقاش الجماهيري والإعلامي، تتباين الآراء حول فترة إدارته، فهناك من يراها ذهبية وغير مسبوقة، وهناك من يعتقد أنها لم ترتقِ لطموحات الهلال وجماهيره، بل ويرى أن بعض قراراتها كانت سببًا في تعثرات واضحة. لكن وسط هذا الانقسام، يبقى سؤال مشروع مطروح: هل ظُلم فهد بن نافل؟
لا يمكن الحديث عن رئاسة فهد بن نافل دون التوقف عند الأرقام والبطولات التي تحققت في فترته، والتي جعلت الهلال حاضراً في المشهد المحلي والقاري والدولي بشكل متواصل، فتحت قيادته سيطر الهلال على معظم البطولات وعاد للمشهد القاري وأظهر الهلال للعالم كما يجب، هذه الإنجازات خصوصًا القارية منها وضعت الهلال في مكانة مختلفة تمامًا، وأعادت تأكيد هويته كنادٍ منافس على المستويات كافة من الناحية الإدارية والتجارية، وساهمت إدارة بن نافل في تعزيز العلامة التجارية للنادي ورفع قيمته التسويقية وتنويع مصادر الدخل، وكلها خطوات مهمة نحو مشروع الهلال العالمي.
رغم كل ما سبق لا يمكن إنكار أن فترة فهد بن نافل لم تخلُ من الأخطاء، وبعضها كان كبيرًا ومؤثرًا، فالتعاقدات الأجنبية كانت محل انتقادات متكررة، وبعض الصفقات لم تضف أي قيمة فنية بل تحولت إلى عبء على الفريق، كما أن التأخر في بعض الملفات الحساسة كالتجديد مع اللاعبين المحليين أو حسم صفقات محلية مفصلية أضر أحيانًا باستقرار الفريق، بالإضافة إلى ذلك غاب صوت الإدارة في بعض الفترات التي كان الجمهور ينتظر منها توضيحًا أو موقفًا، ما خلق فجوة في التواصل وفتح المجال أمام الشائعات والتأويلات، ابن نافل لم يكن يوماً صديقاً للجمهور ، وليس بذاك الرجل الحريص على ملامسة مشاعرهم.
اللافت في تجربة بن نافل ليس فقط ما تحقق أو ما فُقد، بل طريقة التقييم ذاتها، فقد وقع الرجل بين طرف لا يرى فيه أي إنجاز ويربط كل نجاح بالصدفة أو جهود اللاعبين فقط، وطرف آخر يرى أنه فوق النقد ويعتبر مجرد الإشارة إلى وجود خطأ هجومًا غير مبرر.
القول إنه فشل أو أفشل الهلال، فهو تجاهل للواقع، وفي المقابل وصفه بأنه أفضل رئيس في التاريخ دون نقاش هو تبسيط مخل.
رسالتي
التجربة باختصار تستحق أن تُقرأ بعين الإنصاف لا بعين الانحياز، وبين من لا يرى إلا الأبيض ومن لا يرى إلا الأسود يبدو أن الحقيقة كالعادة في منطقة الرمادي.
** **
- محلل فني