الجزيرة - المحليات:
تناول العدد الثالث من مجلة «الإيسيسكو» الصادرة في يوليو 2025 قضايا ثقافية وفكرية متعددة، ويواكب افتتاح المكتب الإقليمي للمنظمة في مدينة باكو، عاصمة أذربيجان، كمنارة جديدة للتواصل الحضاري والثقافي في منطقة آسيا الوسطى.
وأكد الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو» في كلمته الافتتاحية للعدد أن هذا التوسع يشكل جسراً إضافياً للتقارب بين دول العالم الإسلامي ويعزز حضور «الإيسيسكو» في المحافل الدولية، حيث شهدت الفترة تغطية لفعاليات تعليمية دولية ومبادرات للتعليم المهني وبرامج تعليم الفتيات في مناطق النزاع.
وركز العدد على ملف «السيرة الذاتية والأنواع المجاورة» بمشاركة نخبة من الباحثين من المملكة العربية السعودية والمغرب وتونس والعراق حيث تتناول المواد علاقة السيرة الذاتية بالأشكال الأدبية الأخرى وتطورها في السياق العربي المعاصر، كما تضمن العدد حوارين خاصين الأول مع الدكتور حسن طلب الذي يعبّر عن قلقه تجاه المشهد الشعري العربي ويرى أن الشعر الآن ليس بخير بسبب غياب النقد الجاد وهيمنة قصيدة النثر على حساب الإيقاع والموسيقى مع تأكيده على دور الفلسفة والتصوف في تشكيل رؤيته الجمالية، أما الحوار الثاني فيستضيف الدكتور سعد البازعي الذي يؤكد أهمية الترجمة كوسيط حضاري رغم ما تفقده النصوص من شعريتها.
ويطرح العدد مقالات نوعية منها «الميتافيرس وتجليات الأدب» حيث يناقش الدكتور محمود الضبع العلاقة بين الأدب والواقع الافتراضي، كما تتضمن المجلة ملفاً عن الأدب البيئي بعنوان «الأدب الأخضر» يضم نصوصاً سردية وشعرية تحرس الطبيعة وتستدعي القيم البيئية الجمالية.
ويضم العدد أيضاً مقالة تراثية عن «السبيل» كمعلم عمراني وثقافي في الحضارة الإسلامية من تأليف الدكتور خالد عزب، إضافة إلى مقالة عن فلسفة التسامح في فكر ابن الخطيب الأندلسي، ويعيد العدد طرح موضوع الاستشراق من زاوية نقدية جديدة تستعرض دوره في حفظ ونقل الثقافة العربية، ويتضمن القسم الإبداعي «الخميسيات المؤنسة» التي تقارب بين الحكمة والشعر والجمال بأسلوب لغوي مكثف، ويؤكد رئيس تحرير المجلة وفريقها التحريري أن هذا العدد يمثل حلقة جديدة في سعي المجلة لربط أطراف العالم الإسلامي ثقافياً، وتعزيز المثاقفة عبر الترجمة والنقد والإبداع، مع الالتزام بإبراز تنوع التجارب الأدبية والفكرية وتجديدها ضمن مشهد ثقافي متحرك.