سليمان الجعيلان

في نادي النصر إعارات بالجملة للأندية التركية للاعبين أجانب تعاقدوا مع الأندية السعودية بمبالغ كبيرة ولكن في النهاية تمت إعارتهم للأندية التركية بمبالغ ضئيلة.

كانت البداية في إعارة لاعب الأهلي ماكسيمان لفنربخشة التركي، وأما الأخيرة فكانت إعارة لاعب النصر جون دوران لنفس النادي التركي الذي بالمناسبة كلفت صفقته وأعني هنا اللاعب دوران أكثر من (77) مليون يورو دفعها النصر لنادي أستون فيلا بخلاف الراتب السنوي للاعب، وشارك مع النصر (6) أشهر فقط قبل إعارته بطريقة أثارت الكثير من التساؤلات والاستفسارات لدى الوسط والجمهور السعودي حول استراتيجية وآلية الانتقالات والإعارات، وهل لها معايير واضحة أو مقاييس مفهومة تتماشى مع خطط وأهداف مشروع رياضة كرة القدم السعودية، والأهم من هذا وذاك هل هي تسري على جميع الأندية أم هي مخصصة لأندية معينة؟!

حقيقة وبكل صراحة لا تستطيع أن تلوم الجماهير الرياضية على هذه التساؤلات والاستفسارات خاصة بعد ما قامت به إدارة نادي النصر من التعاقد مع اللاعب دوران في الشتوية الأخيرة بقيمة مالية تجاوزت (77) مليون يورو بخلاف رواتبه السنوية ثم إعارته في الفترة الصيفية الحالية بقيمة مالية وصلت لـ14 ميلون دولار، مع تحمل إدارة النصر لرواتبه الشهرية طوال فترة إعارته وهل هذا التصرف وهذه الإعارة تتماشى مع أهداف وخطط البرنامج أم يتعارض ويتناقض مع استراتيجية ومنهجية مشروع رياضة كرة القدم السعودية؟!

الجواب وبكل أسف لا أحد يعلم؛ بسبب غياب المعلومة الحقيقية وغياب الشفافية والمصداقية التي فرضت وزادت من انتشار هذه الشائعات والتأويلات الجماهيرية، هذا بخلاف تناول وتداول المواقع الإخبارية الأجنبية التفاصيل التعاقدية والمالية لهذه الإعارة بكثير من علامات الاستغراب والتعجب بأن حتى الأندية التركية استغلت واستخدمت فشل بعض الأندية السعودية في تعاقداتها وصفقاتها لصالحها وسط صمت من المؤسسة الرياضية السعودية ؟!.. على كل حال في (05 مايو 2024) أعلن سعد اللذيذ نائب رئيس مجلس إدارة رابطة الدوري السعودي للمحترفين (السابق) وأثناء إقامة المؤتمر الدوري للقطاع الرياضي عن تطوير آلية التواصل بالرابطة مع الإعلام لإعطاء المعلومة المسبقة وللإجابة عن التساؤلات والاستفسارات المطروحة من الإعلام الرياضي ولدى الجمهور السعودي حول بعض خطوات وإجراءات وقرارات برنامج استقطاب النجوم، ولكن ما الذي حدث بعد ذلك لا شيء نعم لا شيء، سواءً عندما كان سعد اللذيذ موجوداً ومسؤولاً في برنامج استقطاب اللاعبين أو بعد رحيله وتركه لمنصبه.. السؤال الذي يفرض نفسه اليوم لماذا وإلى متى تتجاهل المؤسسة الرياضية التصريح والتوضيح حول بعض الصفقات والانتقالات بل والإعارات التي باتت رهينة للشائعات والتأويلات؟ أصبحت مثل كرة الثلج ويكثر فيها الهرج والمرج وما إعارة لاعب النصر دوران للنادي التركي إلا نموذج ومثال ولاسيما أنها كشفت المستور بضرورة وأهمية مبادرة ومسارعة المؤسسة الرياضية بالانفتاح الإعلامي وتفعيل دور المتحدث الرسمي في سرعة الحضور وقوة الظهور لشرح وتوضيح بعض الأمور؛ لكي لا يكون مشروع رياضة كرة القدم السعودية طريقاً لاستخفاف بعض المواقع الرياضية الأجنبية وسبيلاً لاستغلال بعض الأندية التركية؛ بسبب فشل بعض الأندية السعودية في قراراتها الفنية وتعاقداتها الأجنبية كما حصل بالضبط بين النصر ولاعبيه دوران!!.