فهد المطيويع
في موسم مزدحم بالمنافسات والاستحقاقات، وجد الهلال نفسه يخوض معارك على كل الجبهات: محليًا، قاريًا، وعالميًا. ولم يكن حضوره مجرد مشاركة شكلية أو لتسجيل موقف، بل كان حضورًا مشرفًا، عنيفًا، ومشحونًا بروح البطولة، حتى وهو يواجه أقسى درجات الإرهاق البدني والذهني. الهلال لا يشارك ليكتفي بالتواجد، بل ينافس بكل ما أوتي من تاريخ وثقل وهيبة.
الهلال بتاريخه العريق وسجله الذهبي لا يعرف أنصاف الحلول، وعندما يدخل أي بطولة فإنه يدخلها بعقلية البطل الذي لا يرضى إلا بالقمة.
لكن ومع كثافة الجدول وتداخل المواسم وضغط المشاركات، أصبح من الضروري أن يعاد ترتيب الأولويات؛ فالإصرار على خوض كل بطولة دون مراعاة الجاهزية البدنية والذهنية للاعبين جنون فني وإداري قد ينعكس سلبًا على أداء الفريق في الموسم المقبل، بل ويهدد استقراره الفني والبدني على المدى الطويل. فالإرهاق لا يرحم ومن هنا، تتعالى أصوات جماهير الهلال، بل وحتى أصوات محايدة من المتابعين، مطالبة الإدارة باتخاذ القرار الشجاع والانسحاب من بطولة السوبر، رغم ما قد يترتب على ذلك من تبعات قانونية أو ردود فعل جماهيرية؛ فالمشاركة في بطولة لا تضيف أي شيء ولا تساهم في تحقيق أهداف الموسم، ويجب ألا تكون على حساب راحة اللاعبين أو استعداد الفريق لانطلاقة قوية.
نعلم جيدًا أن هناك من سيفرح بانسحاب الزعيم من هذه البطولة، لعلهم يرون فيها فرصة لفرقهم في التتويج. لكن الهلال لا يبني قراراته على ما يسعد الآخرين أو يغضبهم، بل على ما يخدم مصلحته ويدعم استمراريته في المنافسة على البطولات الكبرى.
الإعداد السليم لموسم جديد يتطلب معسكرًا هادئًا، برنامجًا متكاملًا، وراحة ذهنية وبدنية حقيقية للاعبين. والمشاركة في بطولة السوبر، في هذا التوقيت، قد تسرق من الهلال أهم ما يحتاجه الآن: التقاط الأنفاس بعد موسم مرهق وطويل؛ فالقرار المنطقي ليس التواجد من أجل التواجد، بل التراجع المؤقت من أجل انطلاقة أقوى.
وكما يقال: (البداية الخاطئة فشل في التخطيط)، والهلال لا يخطط للفشل.
نقطة آخر السطر
مشاركة الهلال في كأس العالم للأندية اختصرت الكثير، وأظهرت أن الفريق كان قادرًا على الذهاب بعيدًا، لو أنه استعد كما يجب، ونال ما يستحق من دعم.
باختصار: كان بالإمكان أفضل مما كان، لكن كان لصاحب القرار رأي آخر.