نجلاء العتيبي
وسط عالمٍ يضجُّ بالتقلُّبات وتخترقه أصداءُ التوترات السياسية والمواجهات العسكرية تتمايلُ المواقف وتضطربُ الساحات، إلا أن هناك وطنًا واحدًا يشعُّ ثباتًا في المشهد، يقفُ بثقة لا تتزعزع، وهيبة لا تُوصف.
وطنٌ اسمُهُ المملكة العربية السعودية، وشعبه مواطنٌ لا يعرف سوى العزة والكرامة، مجبولٌ على المجد من المهد إلى اليوم.
حين تتكالب الأزمات وتضيع بوصلات بعض الأمم، نرى السعوديَّ واثقَ الخُطى على أرضه، يمشي مطمئنًا، يعلم أن له قيادةً تضرب جذورها في الحكمة، وتعلو قراراتها فوق العواصف.
قيادة لا تنتظر ما يُفرض، تصنعُ المسار، وتخطُّ الطريق، وتحمي المصير بسيادة لا تُمسُّ، وعزة لا تُساوَم.
المواطن السعودي لا يرتبك من أصوات الطائرات، لا تهزُّه عناوين النشرات، ولا تنال من عزيمته زوابعُ الإعلام؛ لأنه يعلم عن يقينٍ راسخٍ أنه في وطنٍ لا يُفرِّط، ولا يضعف، ولا يترك أبناءه عُرضةً للظروف.
وطن يقوده رجال لا يتراجعون، ولا يساومون، رجالٌ إن قالوا فعلوا، وإن عاهدوا أوفوا، فكيف لا يطمئنُّ المواطن وهو بين هذه السواعد القوية التي لا تنام.
هذا الشعور المتجذِّر في القلب هو انعكاسٌ لماضٍ عريقٍ، وحاضر مزدهر، ومستقبلٍ يُصاغ بعينٍ ترى البعيد، وتُدير القريب بحنكةٍ.
ما نحياه من أمن واستقرار ليس ظرفًا طارئًا، بل هو بناء عميق قامت أركانه على قيمٍ، وترسَّخت جذوره في تراب هذا الوطن العظيم.
السعودي ليس متفرجًا على أحداث العالم، بل هو واعٍ، مُثقَّف، يقرأ ما بين السطور، ويعي أن ما يتمتَّع به من أمنٍ جاء بفضل من الله وكرمه؛ ونتيجة تخطيط دقيق، ويقظة متواصلة، وقيادة تُدير الملفات الكبرى بعقلٍ منفتحٍ، ونظرةٍ إستراتيجيةٍ تتجاوز كل الصعوبات.
ولأننا في المملكة لا تُربكنا الأزمات ولكننا نواجهها بثقةٍ، ونتعامل معها بثباتٍ، فلدينا جيش عقيدته الدفاع عن الدين ثم الوطن، وأجهزة أمنية يقودها الشرفاء، وأبناء أوفياء لا يتأخَّرون عن نداء الواجب، فالكل في موقعه يعمل بصمتٍ، يصون الأمان، ويُقدِّم أجمل صور الوفاء لهذا الوطن.
مَن يراقب المواطن السعودي في هذه المرحلة يرى شخصًا مُتَّزنًا في فكره، عميقًا في رؤيته، واضحًا في ولائه، وفيًّا في انتمائه.
نحن لا نكتفي بالتصريحات، بل نُثبت ذلك في المواقف، نُبادر حين يتردَّد الآخرون، ونُعلي صوت الحق حين يصمت الكثير.
فمَن نشأ على قيم التوحيد وتربى على عزة الدين لا يمكن أن يُهزَم في روحه، ولا يضعف في مبدئه، ولأننا نعرف مَن نحن، ونعرف مَن يقودُنا؛ فإننا لا ننتظر ما سيحدث، بل نُحدث الفرق، نمضي بثقة في قيادتنا، في قوَّاتنا، في علمائنا، في شبابنا، في كل فرد من هذا الشعب العظيم.
وفي وسط هذا العالم المتخم بالخوف نحيا براحة ضمير، ورفعة رأس، وشموخ روح، نُردِّد بألسنتنا وقلوبنا:
«اللهم احفظْ لنا ولاة أمرنا، وأدمْ علينا أمننا، وانصُرْ جندنا، وبارك لنا في أرضٍ جعلت العزَّ عنوانها، والسعودي ركيزتها، والراية الخضراء تاجها».
ضوء
«هنا المملكة، حيث يكون الإيمان درعًا، والقيادة سندًا، والمواطن جنديًّا في قلب الوطن.
لا تزعزعنا العواصف؛ لأننا في حضن العزة، وتحت راية لا تنكسر».