محمد العبدالوهاب
تظاهرة كروية فاخرة عاشها عشاق كرة القدم بمشاهدة بطولة كأس العالم للأندية بنسختها الجديدة بمشاركة32 نادياً لأول مرة، كان عنوانها المشوق لحد المنتظر أدوارها (الاقصائية) والتي تأهل لها صفوة الأندية العالمية بعد تفوقها بعبور خطها الأول (دور المجموعات) والتي وصفهم رئيس الاتحاد الدولي:
- بأندية العصر الذهبي - كان ختامها مبهراً شهد لها الجميع من حيث التنظيم والملاعب والحضور الجماهيري،استطاع تشيلسي الانجليزي تحقيق اللقب مجدداً بعد غياب دام عشرة أعوام أو أكثر، بفوز جدير ومستحق وبسيطرة متناهية ونجومية فائقة مكنته من حسم نتيجتها من شوطها الأول بثلاثية نظيفة و(بالرأفة) في شباك سان جيرمان الفرنسي.
- أقول: توقفت كثيراً عند وصف الإعلام العالمي عن سفير الوطن وفخر العرب (الهلال) وعن انطلاقته المثالية في البطولة بدءاً بمواجهة ريال مدريد الاسباني ونهايةً بإقصائه لمان ستي الانجليزي من حيث الاثارة والندية، وبتفاصيل مجرياتها وبنتائجها التي لاتنسى، معرجاً على إشادته بالكرة السعودية وماحظيت به من إنجاز بمشروعها الرياضي الذي أحدث تغييرا في قوى المنافسة جسدها الهلال على أرض الميدان ليؤكد تألقه مجدداً في الملاعب الكروية العالمية.
* * * *
صمت سلبي ..!
منذ أن استحوذ صندوق الاستثمارات العامة على الأندية الأربعة، وما صاحبه من انتقالات أشرفت عليها لجنة الاستقطاب ونحن أمام أسئلة شائكة وتساؤلات واتهامات وتشكيك وتفسيرات متفاوتة لكثير من الملفات ذات العلاقة بمفهوم (الدعم).
ورغم أن الجميع يقرأ أو يستمع لردود الأفعال والتعليقات المنتشرة في الأوساط الرياضية من داخل وخارج المملكة تجاه هذا المشروع سواء -مع أو ضد- إلا أن هناك (صمت سلبي) عجيبا وغيابا تاما للشفافية التي من شأنها أن توضح المشهد وتلغي معها كل الاتهامات والشكوك والأقاويل البغيضة التي تتهم جهات معينة بالدعم المتفاوت، والذي يصورون فيه المشهد على اعتبار أنه ظالم لأطراف دون أخرى ..!
والمتابع البسيط لهذا المشهد سيتبادر إلى ذهنه سؤال بسيط ومباشر ومنطقي:
لماذا لا تقوم الجهات المسؤلة بالظهور (الرسمي العلني) وتفند كل ما تم صرفه على الأندية الأربعة بالأدلة والأرقام والأحداث؟!
بشرط أن تشتمل إجابته على أمرين مهمين هما:
= مداخيل ومصاريف الأندية الأربعة بين فائض وعجز.
= ومصادر سداد ديون الأندية الأربعة.
.. لا أعتقد أنه أمر صعب في ظل المعرفة التامة من قبل الجهات المعنية عن ملف دعم الأندية،
بل إن مبادئ و أبجديات الحوكمة تفرض علينا أن نكون في السياق الانضباطي المالي الذي تمثل الشفافية فيه أحد أهم ركائزها، فالغياب (المتعمد) عن الوضوح والمكاشفة لا تخرج مسبباته عن أحد هذه الأسباب:
= عدم المعرفة وغياب المعلومة عن تلك الجهة، وبالتالي، هي لا تستطيع الإعلان عن أمور لا تعلمها !
أو وجود تباين واضح في الدعم لا تظهر معه العدالة ولا الحوكمة المنضبطة، وبالتالي فإن ظهوره للملأ يعني وجود أخطاء مالية وإدارية (جسيمة) أو أن هناك رغبة في وجود أجواء مشحونة بين بعض الأوساط الاعلامية وجماهير الأندية من خلال ايجاد بيئة فوضوية خلّاقة تزيد من الشكوك و ترفع نسبة الظن السيئ!! على حساب مظهرنا (المتلاسن المحتقن) أمام العالم الذي يشاهد ويسمع كل ذلك وبلا توقف!!
الأمر يا كرام لايليق.. بمشهد نتطلع من خلاله ونتأمل بأن يكون ضمن أفضل الدوريات العالمية.
* * * *
آخر المطاف
قالوا:
يصعب عليك قول الحق.. إذا كنت مستفيدا من الباطل