د.خالد بن محمد اليوسف
تعيش المملكة العربية السعودية في ظل عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله- تحولًا استراتيجيًا غير مسبوق في السياسة الإقليمية والدولية، عنوانه السيادة، الحكمة، والفعالية. فقد أعادت القيادة السعودية صياغة أدوار المملكة العربية السعودية ليس فقط كقوة إقليمية، بل كمحور توازن عالمي، يستند إلى مبادئ القانون الدولي، ويحفظ وحدة الشعوب، ويجسّد القيادة الذكية في أرقى صورها.
أولًا: سياسة تقوم على القانون الدولي والسيادة
في إطار القانون الدولي، استطاعت القيادة السعودية الحكيمة في ظل التحركات الدولية التي يقوم بها سيدي سمو ولي العهد أن تؤدي إلى تعزيز التوجه السعودي الذي يدعو إلى احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، مع تبني الحلول السلمية للأزمات. وقد كان الملف السوري من أبرز الساحات التي تجلت فيها هذه رؤية سيدي سمو ولي العهد -حفظه الله-، حيث أدى الأمير محمد بن سلمان دورًا محوريًا في كسر العزلة المفروضة على سوريا، والدفع باتجاه حل شامل ومتوازن يحترم وحدة الشعب السوري ومؤسساته الوطنية، وتجلى ذلك في تصريح ترامب الشهير على أرض مملكة الخير والمحبة والنماء.
ثانيًا: زيارة ترامب وتصريحه التاريخي
وفي تطور وصفه المراقبون بأنه منعطف مفصلي في السياسة الدولية، جاءت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة، حيث كشف في مؤتمر مشترك عن أن الولايات المتحدة قررت رفع العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر، تنفيذًا لطلب مباشر من الأمير محمد بن سلمان، الذي أبدى حرصًا بالغًا على رفع المعاناة عن الشعب السوري الشقيق.»
هذا التصريح غير المسبوق أعاد تشكيل معادلات العقوبات والسياسة الدولية، وأثبت نفوذ ولي العهد العالمي، وقدرته على إقناع أقوى دول العالم باتخاذ قرارات إنسانية في لحظة حرجة.
وقد انعكس ذلك جلياً في المجتمع الدولي حيث لجت الصحف ومحطات الأخبار ومراكز الدراسات الدولية والاستراتيجية وتداول ذلك المحللون على الصعيد الدولي في كل المحافل الرسمية والإخبارية.
بل إن الدولة السورية رفعت يديها رسميا وشعبيا لتحيي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-.
ثالثًا: الامتنان السوري الرسمي والشعبي
وقد جاءت الاستجابة السورية الرسمية سريعة وواضحة، حيث عبّر الرئيس السوري أحمد الشرع عن امتنانه العميق للمملكة العربية السعودية ولسمو ولي العهد، وأكد أن ما قام به الأمير محمد بن سلمان ليس مجرد موقف سياسي، بل خطوة إنسانية نبيلة وتاريخية، أعادت الأمل لملايين السوريين، وفتحت الباب نحو مستقبل جديد من التعاون العربي والاحترام المتبادل.
وعلى المستوى الشعبي، امتلأت وسائل الإعلام السورية ومنصات التواصل الاجتماعي بمظاهر الاحتفاء والامتنان الشعبي، حيث وصف كثير من السوريين الأمير محمد بن سلمان بـ «ناصر الشعب السوري»، مشيدين بجرأته وشجاعته في اتخاذ قرارات إنسانية وسياسية جريئة.
ولا غرو أن نجد مثل هذه الإشادات الدولية سواء من جانب سوريا الدولة الشقيقة أو من جانب رؤساء الدول ومثقفي الأمم المختلفة بذلك الرجل الذي أظهر سياسة ودهاء وحكمة وحنكة تنبىء عن شخصية لا مثيل لها في هذا العصر تتمتع بالاستثنائية والعبقرية.
رابعًا: عبقري السياسة ودهاء القيادة
ليس غريبًا أن يُنظر اليوم إلى الأمير محمد بن سلمان بوصفه داهية عصره وعبقري زمانه في فنون السياسة والرئاسة والعلاقات الدولية، فقد جمع بين رؤية استراتيجية ثاقبة وإرادة تنفيذية قوية، واستطاع أن يبني جسورًا مع الشرق والغرب، مع الحفاظ الكامل على سيادة المملكة وكرامتها ومكانتها.
ختاماً:
لقد شكلت جهود سمو ولي العهد تجاه الدولة السورية الشقيقة نموذجًا في الدبلوماسية الذكية، التي تمزج بين المبادئ والقوة، وبين الإنسانية والحزم، وما تصريح الرئيس ترامب برفع العقوبات، والامتنان الرسمي والشعبي من سوريا، إلا دليل إضافي على أن الأمير محمد بن سلمان أعاد تعريف القيادة السياسية في العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بشكل عام، وأثبت أن السعودية الجديدة قادرة على أن تكون صوت الحكمة، وعنوان التأثير، وصانعة قرارات مصيرية في زمن الصراعات الكبرى.
** **
- أستاذ السياسة الدولية بالمعهد العالي للقضاء