د.خالد بن عبدالعزيز الشريدة
كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يحب الفأل حتى أنه يغيّر الاسم الذي يراه غير مناسب إلى اسم يحمل معنى إيجابيا، فقد غيّر اسم يثرب إلى المدينة.. وطابة إلى طيبة.. فيثرب من التثريب وهو الملامة وطيبة من الطيب. وغيّر حزن إلى سهل وجاثمة إلى جميلة وعبدالحجر إلى عبدالله.
وهذا التقديم هو شعوري بأن اسم أسرة (السعيد) اسم متفائل يجلب لك السعادة والسعد، وهم كذلك أسرة جمعت النبل وزرعت الحب وحفت الجميع بالقيم والشيم التي يشهد لهم بها كل من عرفهم.
تاريخ حافل منذ والدهم (حمد السعيد) الشخصية العصامية المهيبة الذي صال وجال في الداخل والخارج تاركا سيرة عطرة في عصامية العمل والأمل إلى مدرسة القرن، تلك الأم الرؤوم نورة بنت الزعيم محمد الشريدة ومن ثم الأطياف الأربعة من الأبناء النجباء (محمد وسليمان رحمهما الله ود. عبدالرحمن وأحمد) الذين أصبح لكل واحد منهم صيته في حسن وإحسان أعماله الجليلة في خدمة وطنه كل في مجاله.
* أكتب هذه الأسطر وأنا أحضر للصلاة والعزاء على فقيدهم الكبير (سليمان بن حمد السعيد) الأب الذي جمع الخلال الحميدة والحكيمة من أبوين كانا قدوة في مدرسة الأخلاق والتربية.
سليمان بن حمد السعيد -رحمه الله- تلك الشخصية القسيمة الوسيمة المولود عام 1358 للهجرة والمتوفى الاثنين وصلي على جثمانه الطاهر الثلاثاء العشرين من محرم 1447 الموافق 15 من يوليو 2025.
* سليمان أبو حمد خدم وطنه أيام شبابه في وزارة الدفاع ثم المالية ثم التجارة ثم الحرس الوطني وأخيراً اشتغل بتجارته الخاصة.
* كان له -رحمه الله- من الصفات ما يشهد له به الجميع، حيث كان ذاكرة تاريخية رحب المعارف والأدب.
* سليمان بن حمد السعيد كان مضيافاً للجميع حتى أن بيته أصبح منتدى لضيوفه الأوفياء.
* كان حسن العشرة مع الجميع أنيس المجلس رحب الصدر واسع الأفق.
يذكر من يتحدث معه بمواقف الرجال ويشدك في أحاديثه باستحضار المواقف الإيجابية لمن يتحدث معه وكأنه يقول لك أنت سليل رجال أفذاذ وعليك أن تكون كذلك.
ومع كل الأعمال الجليلة التي كان يقوم بها لأحبته حبا واحتواء وكرما كان صاحب ذائقة راقية في مجلسه ومقتنياته وأسلوب حياته.
من الصعوبة استقصاء خصال الرجال الذين يحملون تاريخاً عاطراً بالنبل والكرم والمودة للناس؛ ولكنها مشاعر عجلى لشخصية ستحدث فراغا لكل من أحبه واعتاد على مجلسه العامر بالمودة والطيبة والكرم والأخوة.
لكن العزاء بما تركه من إرث شاهده هذا الحضور الراقي الذين تنادوا للصلاة عليه وتوافدوا للعزاء فيه في البيت (السعيد) بكل معانيه لأخويه الأوفياء النبلاء معالي د. عبدالرحمن وأبي خالد أحمد اللذين غص المجلس باستقبال المعزين لهم ولأولاد الفقيد من أمراء على رأسهم وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان ووزراء وسفراء وجموع كثيرة سعودية وصديقة لهم من دول عربية وأجنبية.
ويشاركهم الحضور والعزاء صهر أبي حمد معالي الدكتور النبيل محمد بن سليمان الجاسر وجمع غفير من الأقرباء والأنساب.
والكلام عن الحدث يطول الحديث ولكنها مشاعر محب لشخصية أحببتها وحادثتها كثيرا وكنت أسعد حينما يهاتفني أو أهاتفه -رحمه الله- لأنني أعلم بأنني سأخرج منه بكم هائل من الفوائد والمعارف والمعلومات الثرية التي أقيدها أحيانا لأهميتها لذاكرتي.
كل التقدير للحفاوة المعتادة في (البيت السعيد) للضيافة من أبي خالد والعزاء لزوجته الغالية الفاضلة (فاطمة) ابنة العم عبدالله الفهد الشريدة ولأبنائه البررة (حمد؛ خالد؛ زياد؛ طارق) وبناته الفاضلات.. وكل من أحبه واعتاد على مجلسه العامر بكل الفضائل.
وهكذا الدنيا نكتب اليوم عن الرجال وغدا سيكتب عنا.. إنها الحياة {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
فاللهم اجعلنا جميعاً من الفائزين في جنات النعيم.
وارحم اللهم عبدك الصالح سليمان السعيد واجعله من السعداء في جناتك جنات النعيم. وارحمنا جميعا برحمتك يا رب العالمين.
(يجمعني به -رحمه الله- أنه ابن خالتي الجليلة نورة شقيقة جدتي هيلة بنات الزعيم محمد بن شريدة رحمهم الله جميعا).
** **
- بريدة