رقية سليمان الهويريني
أصبح من المألوف مشاهدة عامل نظافة يتسول بطريقة احترافية، سواء واقفاً بقرب منزلٍ يهم ساكنه بركوب السيارة فيلقي العامل السلام عليه، ويجتهد في تنظيف رصيف بيته كي يقدّر عمله ويعطف عليه ويمنحه ما يتيسر، أو أمام بقالة أو محل تجاري أو حتى عابراً الطريق!
وكي لا ألقي اللوم على العامل السائل أو المانح العطوف؛ ينبغي تحميل المسؤولية لشركة النظافة المسؤولة عن تسليم العمال رواتبهم المستحقة نظاماً وبوقتها المحدد. والملاحظ أن العمال يعرضون على الناس صورة من مسيرات رواتبهم الضئيلة! وبعد الاطلاع على مقدار الراتب تجد نفسك مجبراً على التصدق ولاسيما أننا في بلد تغص براميل النفايات فيه بأنواع الأغذية والأثاث! وهو ما يقتضي متابعته من لدن وزارتي الموارد البشرية والبلديات. وعلى أمانات المناطق التأكد من استلام العمالة رواتبها بانتظام عن طريق التحويل المباشر لحساباتهم.
وما يؤلم أكثر، أن تلك العمالة بسبب قلة الرواتب وتأخيرها استمرأت التسول وتركت عملها المنوط بها! فيطيلون الوقوف عند إشارات المرور بدعوى التنظيف وجمع النفايات، إلا أن المقصد الحقيقي هو التسول، وهذا يعود بلا شك لسوء الرقابة عليهم من قبل المشرفين. وهو ما ينبغي الالتفات له بتوظيف سعوديين للإشراف عليهم بدلاً من إشراف العمالة الوافدة ممن يتغاضون عن بعض مسؤولياتهم!
ولمزيد من ضبط الأمر؛ ينبغي إشراك السكان وحثهم على التواصل مع البلدية سواء للإبلاغ عن سوء النظافة في الشوارع أو الشكوى من إهمال عمال النظافة، مع ضرورة التغيير الدوري لمواقعهم، ومكافأة المخلصين وردع المتخاذلين؛ لتبقى المدن نظيفة كما تريد القيادة وكما يليق بالسكان.
إن منح العمالة النقود بصورة مباشرة يساهم بانصرافهم عن عملهم الأساسي الذي استقدموا من أجله، بالإضافة إلى تقاعس الشركات المشغلة وتأخير رواتبهم واعتمادها على ما يمنحه بعض المواطنين لأولئك العمال.
ولا مانع من منح العمالة شيئاً من الأكل النظيف والملبس، وهو أمر محمود عوضاً عن النقود؛ كيلا يركن العامل لها فلا يسعى للمطالبة بحقه النظامي ويتحول لمتسول بغطاء عامل نظافة!